عندما وكلت بعمل إداري في دار نسائية لتحفيظ القرآن.. لفت انتباهي وشدني أيضاً حماس نساء أميات لا يعرفن القراءة ويجدن مشقة في تلاوة القرآن لكن حالهن عجيبة حرص دائم على الحضور وبالموعد وعدم الغياب والتزام بالنظام فعرفت السر أنها العزيمة الصادقة أراهن في الفصل يرددن مع المدرسة آيات الله، فتتمازج المشقة مع الإصرار ترجع أصداؤها في الممرات معلنة أن لا يأس ما دام في العمر بقية.. فهو للقرآن وتأثرت عندما أبدين رغبتهن بأنهن لا يردن أي نشاط.. وإن حف بالجوائز.. فلا يردن إلا العيش مع القرآن، حب خالص لا يخالطه شيء من أهواء الدنيا.. فلا ينتظرن مكافئة شهرية.. ولا يطمحن إلى وظيفة.. لقد عملت بتلك الأجواء الروحانية وعشت كيف يكون الحب الحقيقي لكتاب الله.
لا حرمهن الله الأجر، ونسأله تعالى أن ييسر لهن تلاوته وحفظه، وأن يجزي الله القائمين على تلك الدور خير الجزاء، ويبقي على كل أسرة من بينها من لا تجيد قراءة القرآن أن تسارع بإلحاقها بتلك الدور، فو الله أنها معدة إعداد يفوق التصور من أجل تدارس القرآن وتعليمه، فليمنحن فرصة تعلم كتاب الله في تلك المحاضن بعد أن أفنين أعمارهن من أجل القيام على خدمة أسرهن وستتغير حياتهن في تلك الحياة الجديدة بما يعود عليهن بالفائدة عندما يتعبد الله بتلاوة آياته بعد كل صلاة ويقمن به أناء الليل وأطراف النهار كم من الحسنات ستكتب بقراءته وكم من الفضائل التي ستجنى ولكما لزمنه فأنس وسعادة وهدوء وطمأنينة وعلى العكس من ذلك كيف هي أوقاتهن إذا تقدم بهن العمر ولم يحسن قراءة حرف واحد من كتاب الله؟ فالمسارعة لتلك الدور.
* بريدة