الرياض - خاص ب(الجزيرة):
قال وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري: إن الله سبحانه وتعالى شرف المملكة العربية السعودية مهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين ومأرز الإيمان، بحمل لواء الدعوة إلى الله وخدمة هذا الدين والعناية بمقدسات المسلمين، فقامت بذلك على أكمل وجه، ورعتها حق رعايتها. ووصف مسؤولية التوعية الإسلامية للحجاج والمعتمرين والزوار بأنه منشط من المناشط المهمة، وعمل من الأعمال الخالدة لهذه الدولة المباركة وقيادتها المؤمنة، حيث تشرفت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالقيام بهذا الواجب العظيم، وجعلته من أهم أعمالها تنفيذاً لتوجيهات ولاة الأمر -حفظهم الله- وانطلاقاً من رعايتهم وحرصهم
واهتمامه.
واستعرض الدكتور السديري -في حديث ل(الجزيرة)- مسيرة التوعية الإسلامية في الحج، حيث إنها بدأت منذ أن توحدت أجزاء هذه البلاد على يد الملك المؤسس الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله رحمة واسعة- وذلك ببث العلماء والاهتمام الجانب العلمي والتوعوي للحجاج لتيسير حجهم وتقديم ما يحتاجونه في هذا الجانب، فتفرغ العلماء في مواسم الحج في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة لإرواء عطش السائلين وتقديم النصح والتوجيه للراغبين والحرص على أن يؤدي الجميع نسكهم وعبادتهم خالصة لرب العالمين على الوجه الشرعي الموافق لسنة خير المرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ومع مرور الزمن والتطور والحاجة للتنظيم تم في عهد الملك فيصل -رحمه الله- إنشاء البذرة الأولى لهيكل التوعية الإسلامية في الحج بإشراف سماحة مفتي الديار السعودية الأسبق الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله- ثم أنشئت الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج، وكانت مرتبطة بالإفتاء، ومع التطور الإداري في المملكة وعند إنشاء وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد انتقلت الأمانة ضمن كل ما يتعلق بأنشطة الدعوة إليها، واستمر تطور عملها وعدد المشاركين فيها وتفعيل الوسائل الحديثة لخدمة أهدافها بما يتواكب مع الحاجة والتطور الحديث.
وأكد الدكتور توفيق السديري أن برنامج التوعية الإسلامية في الحج من أضخم الجهود التي تقدمها الوزارة في الحج، حيث تستنفر لها كافة دعاتها في مختلف المناطق، وعدد كبير من موظفيها بالإضافة إلى المئات من الدعاة والعلماء من مختلف القطاعات العلمية ذات العلاقة بالعلوم الشرعية حيث سيصل عدد الذي سيشاركون في أعمال التوعية في موسم حج هذا العام قرابة (1300) داعية ومترجم وإداري، بزيادة عن العام الماضي الذي شارك فيه (1200) مشارك كلهم مجندون لخدمة ضيوف الرحمن.
ولفت فضيلته إلى أن عملية التوعية تتم بوسائل عديدة كالمحاضرات والندوات والدروس والخطب وإدابة السائلين في مراكز التوعية والكبائن المخصصة لها، كما استفادت الوزارة من الوسائل الحديثة كالإنترنت والقنوات الفضائية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية بأكثر من (25) لغة، وخصصت خطوطاً هاتفية مجانية لخدمة ضيوف الرحمن، كما فعلت الوزارة الاستفادة من اللوحات الإعلانية التقليدية والحديثة في مجال التوعية، وكذلك رسائل الجوال، بالإضافة إلى الكتب والمطبوعات والنشرات والمطويات التي توزع بملايين النسخ وبمختلف اللغات.
وقال وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد: إن الوزارة تبذل قصارى جهدها في خدمة ضيوف الرحمن في مجال اختصاصها، وتسعى إلى التجديد والتطوير للارتقاء بالخدمات التي تقدمها إلى مستويات أعلى وأحسن حتى يؤدي الحجاج مناسكهم عن علم ووعي ودراية لذلك وضعت الوزارة خططاً وجندت إمكانات بشرية متكاملة لتحقيق عمل دعوي متميز في الحج.
وحمد الدكتور السديري الله سبحانه وتعالى على ما تحقق من نجاح لبرامج التوعية الإسلامية في الحج، ونطمع أن نحقق المزيد في الأعوام القادمة في هذا المجال، ونرفع أكف الضراعة لشكر الله جل وعلا على ما حبانا به من نعم لا تعد ولا تحصى، ثم نشكر ولاة أمرنا على ما نلقاه من دعم ومساندة وتأييد.