هو الشيخ الإمام العالم العامل الفاضل البارع الحافظ المتقن بقية السلف الصالح أحمد بن عبدالرحمن بن عبدالمنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور المقدسي النابلسي شهاب الدين أبو العباس المعروف بالشهاب العابر، عاش في السنة السابعة من الهجرة (628هـ- 697هـ) توفي بدمشق وهو من الراسخين في علم التأويل والتعبير.
من تلاميذه: قال ابن رجب في (الذيل 2-338) (سمع منه خلق من الحفاظ.. وذكر منهم الحافظ الذهبي والمزي والبرازي وابن القيم) وأثنى عليه من عاصره.
قال عنه ابن كثير في البداية والنهاية (3-374): (كان عجباً في تعبير المنامات وله فيه اليد الطولى وله تصنيف فيه ليس كالذي يؤثر عنه من الغرائب والعجائب).
قال ابن رجب الحنبلي: (تفقه في المذهب وبرع في معرفة تعبير الرؤيا وانفرد بذلك بحيث لم يشارك فيه ولم يدرك شأوه وكان الناس يتحيرون منه إذا عبر الرؤيا لما يخبر الرائي بأمور جرت له وربما أخبره باسمه وبلده ومنزله ويكون من بلد ناء وله في حكايات غريبة مشهورة وهي من أعجب العجب..).
وقال ابن القيم في زاد المعاد (3-32-33): بعد أن سرد قصص وحكايات عنه عجيبة في التعبير: (... وهذه كانت حال شيخنا هذا ورسوخه في علم التعبير وسمعت عليه أجزاء ولم يتفق لي قراءة هذا العلم لصغر السن واحترام المنية له رحمه الله تعالى). وقال أيضاً: (حدثنا الشيخ تقي الدين بن تيمية أن الشهاب العابر كان له رئي من الجن يخبره بالمغيبات والرجل كان صاحب أوراد وصلاة ومقامات وما برح على ذلك حتى مات) (الوافي بالوفيات 7-49).
وأما كتابه فهو قواعد تفسير الأحلام المسمى: (البدر المنير في علم التعبير وشرحه). وهو موجود ومطبوع بتحقيق: حسين بن محمد جمعة يقع في قرابة 500 صفحة، وقد قرأ كتابه هذا ابن القيم عليه لكنه لم يكمله كما مر معنا. وفي الكتاب ذكر الشهاب العابر قواعد في التعبير وربط ذلك بشواهد ومنامات مرت عليه فعبرها في الواقع قال في مقدمة كتابه: (البدر المنير في علم التعبير) وجعلتها بلغة للمبتدي وبلاغاً للمنتهي ينتفع بها المتعلمون ويرتفع بها المعلمون، جعل الله ذلك خالصاً لوجهه الكريم وأنقذنا بفضله من عذابه الأليم). ثم ذكر قواعد قعدها في هذا العلم ثم قال في خاتمة كتابه: (.. وعلى هذا فقس موفقاً إن شاء الله تعالى وقد ذكرت ما يسر الله تعالى على من شرح كتابي ولم أذكر فيه شيئاً من الكلام والحكايات إلا ما فتح الله علي من بعض ما جرى من تفسير الناس ولم أرغب في التطويل في ذلك ليسهل تناوله على حافظه والناظر فيه والله أعلم بالصواب).
***
وقفة: (يطبخ كبود الناس):
قال رجل للشهاب العابر: رأيت أنني أطبخ كبود الناس: قلت: تؤذي كبود الناس بكلامك. (البدر المنير 456).
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9702 ثم أرسلها إلى الكود 82244