Al Jazirah NewsPaper Friday  28/11/2008 G Issue 13210
الجمعة 30 ذو القعدة 1429   العدد  13210
في ظل ارتفاع مخزونات النفط وتراجع الاستهلاك
أوبك تمهد في القاهرة لخفض إنتاجها وتبحث الحد من تراجع الأسعار

لندن - (رويترز)

يجري وزراء منظمة أوبك مشاورات بشأن خفض كبير في إمدادات النفط عندما يجتمعون في القاهرة غداً السبت، بهدف وقف هبوط حاد في الأسواق دفع الأسعار إلى ما دون 50 دولاراً للبرميل.

وقلّل وزراء من احتمال اتخاذ قرار قبل اجتماع لرسم السياسة الإنتاجية يعقد في الجزائر يوم 17 ديسمبر - كانون الأول المقبل، لكن أوبك بحاجة لتوجيه رسالة قوية بأنها تنوي سحب فائض المعروض النفطي من الأسواق، وإلا فإنها تخاطر بمزيد من انخفاض الأسعار.

وقد ارتفعت أسعار النفط قليلاً بعد أن هبطت الأسبوع الماضي إلى 48.25 دولاراً للبرميل لتصل إلى أضعف مستوياتها منذ مايو - أيار عام 2005م.

وقال مندوب لدى أوبك طلب عدم نشر اسمه (سنحتاج لإقناع السوق بأنّ أوبك ستخفض الإنتاج لكن ذلك سيتم في الجزائر). وأضاف (الأسعار ما زالت تنخفض و50 دولاراً سعر منخفض جداً .. هذه هي المشكلة).

ومنذ سجل النفط أعلى مستوى له على الإطلاق في يوليو - تموز الماضي عند 147.27 دولاراً للبرميل انخفضت الأسعار ما يقرب من 100 دولار تحت وطأة أسوأ تباطؤ اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية، مما تسبب في تراجع الطلب على الوقود وأقنع الكثيرين في أوبك بأنّ انخفاض الأسعار قد يستمر.

وقال وزير المال السعودي الدكتور إبراهيم العساف يوم الثلاثاء، إن الاضطرابات التي تشهدها أسواق النفط والمال قد تستمر عاماً آخر.

شكيب خليل رئيس أوبك والكويت وإيران وفنزويلا، قالوا إنّ أوبك قد تخفض الإمدادات في الأسابيع المقبلة، بل إن إيران وفنزويلا أشارتا إلى احتمال خفض الإنتاج في اجتماع القاهرة.

وقال خليل الذي يشغل أيضاً منصب وزير الطاقة الجزائري للصحفيين يوم الاثنين الماضي، إنه يعتقد أنه إذا عقدت أوبك اجتماعاً اليوم، فإن خفض الإنتاج مليون برميل يومياً فقط لن يكفي.

لكنه قال أيضاً إن المنظمة لن يكون لديها على الأرجح معلومات عن أثر التخفيضات السابقة التي قررتها قبل اجتماع ديسمبر .. مشيراً فيما يبدو إلى أن اتخاذ قرار في الاجتماع التشاوري الذي يعقد في العاصمة المصرية سيكون سابقاً لأوانه.

وقال مدير تنفيذي بشركة نفط غربية (أوبك تريد اتخاذ قرار مدروس وليس خفضاً متسرعاً .. ولا يريدون أن يبدوا بمظهر من دب الذعر في قلوبهم).

وفي حين أن أوبك تجنّبت تحديد سعر مستهدف، فإن الكثيرين في المنظمة يقولون إن سعر 70 دولاراً معقول للمنتجين والمستهلكين ويتيح لشركات النفط حافزاً كافياً للاستثمار في زيادة الإمدادات.

وقال خليل إن انخفاض السعر دون 70 دولاراً سيؤدي إلى وقف الكثير من مشروعات الإنتاج الجديدة.

وتتباين متطلبات دول أوبك المختلفة فيما يتعلق بالأسعار ويمثل سعر 70 دولاراً مستوى متوسطاً.

وقال ديفيد كيرش المدير بشركة بي. إف. سي انرجي: (بينما تحتاج إيران وفنزويلا سعراً أقرب إلى 100 دولار للبرميل لموازنة المعاملات الخارجية، فإن بقية أوبك ستبدأ بالإحساس ببعض المشاكل المالية الحقيقية عند سعر 50 دولاراً للبرميل).

وتنتج أوبك نحو 40 في المئة من النفط العالمي، وقد اتفقت منذ أوائل سبتمبر - ايلول الماضي على خفض الإمدادات بنحو مليوني برميل يومياً أي بنحو 3.2 في المئة من الطلب العالمي.

وما زال الطلب العالمي أعلى من السقف البالغ 27.3 مليون برميل يومياً الساري على 11 عضواً

من أعضاء أوبك. لكن المحللين يقدرون أن أوبك لم تلتزم سوى بنصف التخفيضات الموعودة. والعراق هو العضو الوحيد في أوبك الذي لا يسري عليه نظام الحصص.

وقال مايكل لويس من دويتشه بنك: (إحساسنا أن الأمر يستغرق نحو عام) لكي تنجح أوبك في تحقيق الاستقرار لسوق النفط خلال انخفاض الأسعار) ... ما زلنا نتوقع انخفاض الأسعار إلى نحو 30 - 35 دولاراً للبرميل بنهاية العام ... وهذه هي المخاطرة).

وتخشى أوبك من الانكماش الحاد في نمو الطلب على النفط في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم وفي أوروبا وبعض أنحاء آسيا، بسبب الركود الاقتصادي ... بل إن بعض التقديرات تشير إلى احتمال انخفاض الطلب على النفط في العام المقبل لأول مرة منذ حوالي 30 عاماً، وهو ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في المخزونات إذا لم تقلص أوبك المعروض.

ويقول أحدث تقرير شهري لوكالة الطاقة الدولية إن مخزونات النفط بالدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ترتفع بسرعة.

وفي نهاية سبتمبر - أيلول أصبحت هذه المخزونات تعادل استهلاك 55 يوماً بزيادة 2.2 يوم عن متوسطها للفترة 2003 - 2007م .. وتشير البيانات

الأولية لشهر أكتوبر إلى ارتفاعها إلى 56 يوماً.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد