سعادة مدير تحرير الشؤون الرياضية الأستاذ الزميل محمد العبدي الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قرأت التعقيب الذي بعثه ل(الجزيرة) رئيس قسم التربية البدنية وعلوم الحركة في كلية التربية بجامعة الملك سعود الدكتور جمال القروني حول التحقيق العلمي الرياضي الذي طرحته تحت عنوان (متى تساير الرياضة الإيقاع العلمي)!!؟ وقد تضمن هذا التعقيب استغراب رئيس القسم من تجاهل (الجزيرة) لهم في الاستطلاع العلمي.. مؤكدا أن الاستطلاع كان ناقصاً كما أنه لم يكن هناك دعوات سابقة.. لتوضيح ما اتجه الاستطلاع لطرحه من جهة أخرى.
بداية أحب أن أشكر الدكتور جمال القروني على إشادته بطرح (الجزيرة) في بداية تعقيبه.. وأود أن أوضح له.. حول عدم توجيه دعوة لهم للمشاركة في هذا التحقيق العلمي الرياضي.. فأولاً: في اعتقادي أن قسم التربية البدنية وعلوم الحركة بكلية التربية بالجامعة يركز في غالبية أبحاثه وتطبيقاته وعلومه على النشاط البدني المدرسي وليس الرياضي.. ورغم ذلك.. حرصنا على أن يشارك معنا في الاستطلاع الرياضي كل من الدكتور (صلاح السقا) المتخصص في علم النفس الرياضي والدكتور (حبيب الربعان) المتخصص في علم الاجتماع الرياضي.. وهما بالمناسبة يحملان (درجة أستاذ مشارك.. وليس أستاذ مساعد!!) ويمثلان قسم التربية البدنية وعلوم الحركة بكلية التربية بجامعة الملك سعود.. مع أن التحقيق والاستطلاع المشار إليه كان يخص الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. وليس البحث العلمي الرياضي في الجامعات.. نعم قد نكون لم نأخذ رأي (رئيس القسم) ولكن جزء من العملية هذه الأسماء التي شاركت في الاستطلاع الرياضي العلمي.. فما الذي يضير الدكتور جمال في ذلك.. إلا إذا كان لا يعترف في هذه الأسماء المتخصصة وهي تمثل قسم التربية البدنية وعلوم الحركة.. فهذا أمر يخصه كمسؤول!! لكن كيف يقول إننا تجاهلناهم في الاستطلاع..!؟ فمع احترامنا الشديد لوجهة نظره حاولنا أن يكون الاستطلاع متنوع يضم رأي يمثل رؤساء الأندية.. وآراء أخرى تنطلق من بوابة الخبرات الرياضية والممارسة العملية وأخرى تمثل رؤية من أكاديميين من الجامعات السعودية بالإضافة إلى المتخصصين من قسم التربية البدنية وعلوم الحركة بكلية التربية سواء من جامعة الملك سعود وجامعة الملك فيصل.. ومعظم المشاركين يحملون الدرجة الأستاذية يعني بين قوسين (بروفيسور).. وهؤلاء أعطوا الاستطلاع زخما إعلاميا وإثراء علميا رصينا.. كانت حصيلة الآراء أن 85% من هذه الأصوات تطالب بإنشاء مركزا للبحث العلمي في (رعاية الشباب).. وليت تعقيب (د. القروني) كان موجها لقطاع الشباب والرياضة لعدم التفاعل مع معطيات ومكونات ومنهجية هذا الاستطلاع الرياضي العلمي ونحن في حقبة العولمة الرياضية لأن الموضوع يخصهم وحيث طلبنا في مضمون الاستطلاع تخصيص مركزا للبحوث أو للبحث العلمي لأننا ندرك أن الجامعات أو الدور العلمية بشكل عام تتواجد فيها طاولات نقاش وحوار في الجوانب الرياضية ولكن ليست هي الأرضية التي ننشدها في عصر احترافنا الذي يفترض أن يكون على أرضية صلبة من القواعد العلمية (.. النظرية والتطبيقية) وإذا كان د. القروني يريد المشاركة والتواجد في مثل تلك التحقيقات فإننا استضفنا اثنين من الأكاديميين المتخصصين في العلوم الرياضية.. ممن يتفوقوا في الجانب النظري والعملي هما الأستاذ المشارك.. الدكتور صلاح السقا والأستاذ المشارك الدكتور حبيب الربعان.. وكلاهما كانت لهما صولات وجولات في الملاعب فهما مارسا الرياضة نظريا وعلميا وبالتالي فإن نظرتهما في هذا الاستطلاع الرياضي ستكون أكثر تمحصا وبعدا وتفحصها لتلمس الحقائق أكثر من استضافت أو ورؤية من لم يسبق وأن ركلوا كرة القدم أو غيرها وآفاقهم لم تتجاوز بطون الكتب..!!
ثمة أمر آخر حين ذكر د. جمال أنه ليس من الضروري إنشاء وحدات أو إدارات بحثية بجهاز إداري وأن البحث ليس وحدة بيروقراطية داخل جهاز إداري والطريق الصحيح هو بدعم مراكز البحوث في الأقسام المعنية بمختلف الجامعات السعودية لتكوين فرق بحثية ذات اهتمامات مشتركة تستجيب لحاجات كل مرحلة من مراحل تطوير الرياضة السعودية.. طبعا نفهم من ذلك أن البحوث العلمية مرتبطة بالجامعات.. وهنا أود أن أوضح للدكتور القروني أن المراكز البحثية ليس شرطا أن تكون مرتبطة بالجامعات.. ففي الدول والمجتمعات المتحضرة يوجد لديها مراكز بحثية أهلية (خاصة) مدعومة بأموال وكفاءات بشرية من المتخصصين الباحثين.. وتقدم الخدمات البحثية والدراسات والاستشارات العلمية في مختلف المناشط الحياتية.. وهذا يعني أنه ليس شرطا أن تكون المراكز البحثية حكرا على الجامعات وحين نطالب بإنشاء مراكز للبحوث أو (للبحث العلمي الرياضي) في قطاع حيوي يرعى شريحة من فئة الشباب تشكل نسبته في التركيبة السكانية 56% تقريبا فإن ذلك يأتي مواكبة لحقبة العولمة الرياضية التي أضحى فيها (البحث العلمي) يشكل (الحصان الجامع).. في مضمار التفوق وميادين النجاح.. لفاعليته في الكشف عن الأسقام وتشخيص ومعالجة المعضلات والقضايا الرياضية في القالب العلمي بعيدا عن الاعتماد على الخبرة السلبية أو الاجتهادات التي لا تصنع العمل الخلاب.. وأعتقد أن لغة الأرقام والحقائق وهي اللغة العلمية التي يتحدث عنها (البحث العلمي) والتي تناولها الإخوة الأكاديميين في استطلاع الجزيرة مؤخرا.. كفيلة أن تدعم هذا المطلب الملح وهذا التوجه الخصيب.. بعدما صارت الرياضة صناعة وتجارة وثقافة وضرب من ضروب السياسة.. وقبل كل شيء (علم أكاديمي)..!
هذا ما وددت إيضاحه لرئيس قسم التربية الرياضية وعلوم الحركة الدكتور جمال القروني الذي أعرف عنه سعة الأفق ورحابة الصدر.. في تقبل الرأي والرأي الآخر والله الموفق.
وختاما تقبلوا تحياتي وعظيم امتناني
المحرر خالد الدوس