الحملة التشويهية ضد المملكة التي تشنها بعض وسائل الإعلام المصرية بسبب قضية الطبيبين المصريين المجرمين هي في الحقيقة ومع الأسف الشديد تشويه للسمعة المصرية بالدرجة الأولى، وهذا التشويه كما إننا لا نرضاه لنا فإننا لا نرضاه أيضا لإخوتنا في مصر الحبيبة.
فالطبيب شوقي إبراهيم كما هو معلوم وجهت إليه سبع تهم، في حين وجهت إلى الطبيب رؤوف العربي أربع تهم، وجميعها تتعلق بالمتاجرة بمواد مخدرة وإقامة علاقات محرمة وخيانة الأمانة وشرف مهنة الطب السامية.
وتم توجيه هذه التهم بعد تحرٍ وتحقيق واعترافات الجانيين وفق الإجراءات القانونية الصارمة، ثم حكم عليهما في المحكمة الجزئية ومن ثم صدق هذا الحكم من قبل محكمة التمييز من قبل قضاة لم يعينوا في سلك القضاء إلا بعد تمحيص وتدقيق.
وكما حكم على هؤلاء في هذه القضية حكم أيضا على آخرين سعوديين وغير سعوديين في قضايا أخرى، وعلى سبيل المثال حكم مؤخرا في منطقة مكة المكرمة بالقصاص على مقيمين أحدهما كندي والآخر أردني لإدانتها بقتل مقيم ثالث من جنسية سورية.فهل نقول إن القضاء السعودي متحيز ضد الشعبين الكندي والأردني لصالح الشعب السوري؟!!، ومن يتابع بيانات وزارة الداخلية السعودية يجد أن هناك سعوديين نفذ فيهم الحكم سواء بالسجن أو بالقصاص أو الجلد وفق الشريعة الإسلامية، فهل القضاء السعودي متحيز ضد السعوديين؟!، وهل نقول إن القضاء المصري متحيز لو أنه حكم على سعوديين خالفوا القانون؟! فالعقل إذن يقول إنه لا وجود لشبهة التحيز ضد جنسية أو فئة فالكل أمام الشرع سواسية.
ولذلك قال سفير مصر لدى المملكة محمود عوف تعليقا على الحملة التشويهية المريبة إن الجالية المصرية في المملكة التي تزيد على مليون يلقون ترحيبا وإشادة من جميع المسؤولين في المملكة وموضع ترحيب من الشعب السعودي.
وهو بذلك ينفي أية شبهات تحيزية في الحكم ضد الطبيبين. وفي خضم هذه الحملة المشكوك في نوايا أصحابها، فإنه لا بد من التأكيد على أمرين، أولها أن المملكة ومصر دولتان شقيقتان كبيرتان، والعلاقات بينهما تعتبر نموذجا في العلاقات الأخوية بين الدول العربية، وحملة إعلامية مغرضة هدفها تعكير صفو العلاقات السعودية المصرية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تؤثر سلبا في هذه العلاقات مهما اشتدت ضراوة هذه الحملة المريبة التي تقودها صحف ومحطات تلفازية مشبوهة تخصصت في لقط ما تعتبره مخالفات وبأسلوب وقح وابتزازي لا يخدم مطلقاً المصالح المصرية قبل كل شيء. الأمر الثاني هو أن المجتمع المصري يتمتع بوجود الكثير والكثير من العقلاء والشرفاء والطيبين الذين يترفعون عن مثل هذه الحملات، ولا يمكن أن يتأثروا بها، كونهم يثقون تماما بأن المملكة وهي مهوى أفئدة المسلمين لا يمكن أن تصدر أحكاما جزافية أو عنصرية لأن بها نظاما قضائيا محكما ومستمدا من شرع الله المطهر فلا يفرق بين مواطن ومقيم فالكل سواسية أمام القانون.