برن - (د ب أ)
في الثالثة صباحاً بدأ المزارعون في التوافد، حيث جاءوا ومعهم البصل في باقات تشبه باقات الزهور لحضور المهرجان السنوي لهذا النوع من الخضراوات الذي يلهب خيال السويسريين. يقول رينيه: (أخذت إجازة من عملي كي آتي إلى هنا). ويقول الرجل الذي يعمل في صناعة الاتصالات: (نأتي سوياً إلى هنا كمجموعة منذ ما يربو على 10 سنوات). وحضر رينيه المتحمس بشدة للفكرة مع ستة أشخاص آخرين في الساعة الرابعة من صباح الاثنين ليقضي هو وأصدقاؤه اليوم بأكمله في المهرجان. أما رجال الأعمال الذين لم يأخذوا اليوم إجازة فإنهم يتوقفون لبعض الوقت وفي أيديهم حقائب العمل حيث يقومون بجولة تسوق سريعة يلتهمون خلالها النقانق (السجق) ثم يهضمونها بتجرع كؤوس البيرة. وبمرور الساعات اكتظت الشوارع المؤدية إلى الساحة الفسيحة التي تحتضن مقر البنك الوطني ومباني البرلمان بالناس الذين يتنقلون بين أكشاك البيع التي تعرض كل شيء بدءاً من المنتجات الطازجة وانتهاء بالكوفيات والسترات. يقول جورج: (آتي إلى هنا كل عام.. أنا واحد من أبناء الجيل السابع من أجيال المزارعين المتخصصين في البصل).
وعلى غرار غيره من الباعة فهو يعرض منتجاته خلال المهرجان السنوي الذي يكون البصل فيه ملكاً غير متوج.
وتصميمات جورج من البصل في شكل باقة أو مزارع يعتمر قبعة من القش تشكلت على مر الاجيال لكن أمه هي التي كان لها التأثير الأكبر.
ويقول مزارع البصل الذي حضر من المانيا للمشاركة في الحدث: (أمي كانت بائعة زهور وقد أثرت حقاً في الافكار الخاصة بكيفية عمل التصميمات (البصل). يذكر أن اليوم الأخير من نوفمبر هو دائما يوم (سوق البصل) في برن وهو تقليد سويسري بدأ قبل 150 عاما على الاقل. وربما كان الجزء الاصعب من اليوم هو محاولة المرء السير عبر الشوارع دون أن تسقط قصاصات الورق الملون المتناثرة في كأس النبيذ الحار أو الجعة المصنعة محليا الذي يحمله.