Al Jazirah NewsPaper Thursday  27/11/2008 G Issue 13209
الخميس 29 ذو القعدة 1429   العدد  13209
لما هو آت
التفاحة الخضراء..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

كلما نبتت على الغصون أشاعت خضرتها بهجة الحضور..

كلما نما الأمل وتصاعدت في عروق الشجرة وهجة الفرح..

التفاحة الخضراء حين تضمحل أوراق الحياة تمدها بروائها..

تنثر رذاذ الماء وتشيع حلوى الأحاديث.. وتلضم خيوط الشمس..

التفاحة الخضراء تمحو الخوف في صدور الغرباء فتشحذ للركائب قوادمها وتحلو الرحلة..

يد هي التفاحة الخضراء تأخذ بعثرات الصغير.. وعين هي التفاحة الخضراء في غموض المفازات.. والورقة المنبسطة في أديم الغبار تعلو عليها سطور الأدلة حين يتوه الراكضون بلا شجر التفاح في رياض الحياة وأديم صحرائها حيث لا يباب والتفاحة الخضراء تعبق بشذى الطمأنينة تبثه في أوردة الضالين عن نبع الأمان..

كم تفاحة خضراء على أكفكم..؟

كم تفاحة خضراء تملأ بيوتكم بزخم الخضرة؟

كم تفاحة خضراء أشبعت فضول الإنسان بأبجديات الحياة؟ ومعاني الثقة.. وزادته قوة في لحظات الضعف..؟

من يزيد في إرواء شجر التفاح في بيته لتظلل السكينة أروقته..؟

من لا ينسى كفاً تربت عليه قبل أن يرى النور؟ وآخر يأخذ به وهو في لحظات اليأس؟ وصوتاً يناديه في وحشة الغربة؟ ويداً تقدم له لقمة في لحظة تضور؟ وقطرة تدلقها في فمه حين عطش؟

التفاحات الخضراء لا ينبغي أن تودع في الأطباق لتزين الطاولات..

هذا الوقت الذي ينبغي للإنسان أن يتعرف قيمة التفاحة الخضراء في حياته...

أمامها الشمس وخلفها اللهب..



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد