الجوف - عبد الله الحصان - محمد المسعود :

انطلقت مساء أمس فعاليات منتدى الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري للدراسات السعودية في مدينة الجوف، والتي ستناقش ابتداء من اليوم قضايا تتعلق بالأزمة المالية العالمية وتأثيراتها على الاقتصاد السعودي خلال الفترة من 26 - 28 نوفمبر 2008م.

وسيناقش هذا المنتدى والتجمع الاقتصادي الكبير عدداً من القضايا من خلال عدد من الجلسات، وفي الجلسة الأولى سيتم الحديث عن كيفية نشوء هذه الأزمة وتداعيتها على أسواق الطاقة العالمية وتداعياتها على القطاع المصرفي والتضخم، بينما تناقش الجلسة الثانية تداعيات الأزمة المالية العالمية على القطاع المالي السعودي والتداعيات كذلك من منظور الاقتصاد الكلي السعودي وعلى الصادرات الغير نفطية.

وتم خلال حفل الافتتاح تكريم الدكتور فيصل بن صفوق البشير، عضو اللجنة الاستشارية للمجلس الاقتصادي الأعلى، بينما أشار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري الخيرية الدكتور فيصل بن عبدالرحمن السديري خلال كلمتة التي ألقاها أثناء الحفل إلى ما يشهده العالم من أزمة مالية تتطلب تسليط الضوء عليها، وقد تم اختيار نخبة من المختصين ذوي الخبرة من أبناء هذا الوطن ليشاركوا في أعمال هذه الندوة، كما ألقى الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي كلمة تناول فيها قضايا ذات بعد اجتماعي تتحدث عن مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري الخيرية، وما تنظمه من فعاليات وبرامج تخدم كافة شرائح المجتمع وتتناول قضاياه ذات البعد الاقتصادي.

وبعد ذلك ألقى الدكتور فيصل البشير كلمة تناول فيها القضايا الاقتصادية في البلد وتحدث عن ضروريات التنمية ومحاولات تطويرها، مطالباً بضرورة رفع مستوى التنمية الإنسانية الشاملة في البلد.

واعتبر البشير في كلمته أن اقتصاد المملكة أقل الاقتصاديات العالمية تأثراً بالأزمة المالية الحالية، مضيفاً أن فك ارتباط الريال بالدولار كلام غير منطقي ويجانبه الصواب مبرراً ذلك بأن من دعوا إلى ربط الريال باليورو إبان فترة ازدهار اليورو جانبهم الصواب فلوا امتثلت المملكة لمطالبهم لتأثر الاقتصاد بسبب نزول سعر صرف اليورو.

هذا وقد اعتبر اقتصادي سيشارك بورقة عمل اليوم خلال المنتدى أن العلاقة التشابكية بين الاقتصاد السعودي والاقتصاد العالمي بسبب اعتماده بشكل كبير على الصادرات النفطية.

وتوقع الدكتور سفر بن سعيد القحطاني في حديثة ل(الجزيرة) أن يتأثر الاقتصاد السعودي بشكل مباشر في تدني قيم بعض الاستثمارات الخاصة في المصارف العالمية المتأثرة بالأزمة المالية بشكل غير مباشر والتي ستتمثل بانخفاض أسعار النفط.

وأضاف أن التأثيرات المالية الغير مباشرة كالنفط ستكون وطأتها أشد على اقتصادياتنا كوننا نعتمد في اقتصادنا على مصدر وحيد فقط وهو البترول الذي انخفضت قيمته، والذي يعتبر المصدر الرئيسي كذلك لكل الاقتصاديات في المملكة كالبتروكيماويات وغيرها، موضحاً أن هذه الأزمة ستؤثر على العرض الكلي والطلب الكلي وسيترتب على ذلك انخفاض في الواردات على البلد مما سيبطئ عجلة النمو الاقتصادي في البلد، وتمنى في نهاية حديثه أن يكون هناك توصيات تساعد في الحد من تأثير الأزمة المالية على الاقتصاد السعودي.

يذكر أن عدد الشخصيات المشاركة والمدعوة للمنتدى فاقت الخمسين شخصية بين ذكور وأناث متخصصين في الاقتصاد وأساتذة جامعات وأعضاء بمجلس الشورى، ويتوقع أن تشهد مناقشات اليوم نقاشات حادة وخصوصاً فيما يتعلق بتأثيرات الأزمة المالية على سوق الأسهم والتضخم وانخفاض أسعار النفط.