تلك الليلةُ
مرتْ هادئةً
لم تلتفت حين جاوزت المنعطف
ولم ترفع حقيبتها
التي سقطتْ
***
المطر يطرق النافذة
منذ العاشرة
في بلدٍ بعيدٍ جداً
فألمح ارتجاف المظلة
في الركن
***
الإطار الضخم لناقلة الجنود
لم يدهس أحداً
حين مرّ في الشاشةِ
فقط.. الجنود برشاشاتهم
ابتسموا للكاميرا
***
ربما لأنك وحيدٌ
قانعٌ بعزلتكَ
في غرفة الدرج تلك
صارت الجدران أكثر ألفة
من قطةٍ
ترضع أطفالها الأربعة
***
أحاول قول شيءٍ
شبيهٍ بهذا:
(لا يعرف أيّ نهارٍ سيلجُ
بعد أن انكشفت ظلمته
أيّ طريقٍ سيعبرُ
بعد أن تعثر مراراً)
***
إذاً سنترك للمساء ثيابنا التي بليت
نعلقها في مشاجبَ
لترفس أقدامنا في الفراغ
***
متكئاً بكتفك على لوحة H
المنزرعة في سرّة هذا الرصيف
ترقب الموت صاعداً بأرواحٍ
مكمّمة بالأكسجين وبمغذياتٍ وإبرَ
نسيتها الممرضات
***
لا تلوي على شيءٍ
موقناًَ
أن صراخك لن يوقظ نملةً
لذا.. تبتكر درجاً لتسقط