يوم أن ظهر توظيف الرمز في الشعر العربي مصحوباً بغموض جميل صفق النقاد طويلاً وأبدوا إعجابهم الشديد, وقرأنا صلاح عبد الصبور بلذة وأمل دنقل بإعجاب و... و...
اليوم - ونتيجة لاستمرار تصفيق النقاد - تجاوز مبدعونا الغموض فوقعنا في نصوص مبهمة لا نكاد نجد لها معنى ولا حتى أن نوجده ومع هذا نجد فرساناً يزعمون أنه توظيف سخي للرمز!!
في بيت الشعر بأدبي الرياض دار مثل هذا النقاش طويلاً وتكرر كثيراً وكانت النتيجة غالباً هي إقصاء كل إبداع واضح المعنى ونفي الشعر والشعرية والشاعرية عنه وهذا الإقصاء مصحوب بادعاء شرس أن الإبهام إبداع.
سُئل صلاح عبد الصبور: هل تقرأ لجيل الشباب؟ فأجاب: (نعم بكل تأكيد, ولكنني في بعض الأحيان أجد صعوبة في فهم ما يرمي إليه الشاعر وقد قرأت قصيدة لشاعر شاب فلم أفهمها ومعروف عني أنني أقرأ القصيدة مرة واحدة فأردد غيباً أغلب أبياتها ولكن الذي حصل هذه المرة أنني لم أفهمها فأعدت قراءتها مرة أخرى لا بل مرات أخرى ولم أفهمها أيضاً فأدركت في النهاية أن العيب ليس فيّ أو في ذاكرتي ولكن العيب هو في كاتب هذه الكلمات المبهمة والمستعصية على الفهم).
وقد أطلق عبد الصبور على هذا الصنف من الشعراء اسم (شعراء الأحاجي والألغاز)..
لا عطر بعد عروس ولا تعليق بعد تعليق أحد أبرع فرسان الرمز في شعرنا العربي.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة «8022» ثم أرسلها إلى الكود 82244