دبي - فن
يخصص مهرجان دبي السينمائي الدولي ضمن برامجه برنامج (سينما آسيا - إفريقيا) الذي يعرض أفلاماً من العديد من الدول التي بدأت صناعة السينما بالازدهار بها. وتقام فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان دبي السينمائي بين 11 و 18 ديسمبر المقبل، وفي معرض حديثه عن هذه الباقة قال ناشين مودلي مدير برنامج آسيا - إفريقيا:
(نود أن نبرز في هذه الباقة من الأفلام المشاركة في مسابقة المهر للإبداع السينمائي الآسيوي - الإفريقي صناعة السينما المزدهرة والمواهب السينمائية الفذة من آسيا وإفريقيا، التي تأتي من دول لم تكن حتى وقت قريب خارج أضواء السينما مثل أفغانستان وبنغلادش. ونأمل من خلال هذا البرنامج الرحيل بمشاهدينا إلى عالم ينبض بلغة بصرية جديدة وساحرة.)
ولعل أوضح مثال على ذلك فيلم (مهمة سلام) الذي تتناول من خلاله المخرجة الألمانية (دوروثي وينير) على صناعة أفلام الفيديو النيجيرية المزدهرة، ثاني أكبر قطاع اقتصادي لتوفير فرص العمل للنيجيريين، وأحد أكثر المصادر السينمائية شعبية في القارة السمراء.
ويسلط الفيلم الضوء على (بيس أنيام فيبرسيما) احد أبرز أقطاب السينما النيجيرية ومؤسسة الأكاديمية الإفريقية للسينما، حيث تأخذنا في جولة على أبرز المواقع السينمائية في لاغوس، وتلتقي بباقة من الشخصيات المحلية.
فيلم (المطارِد) يروي قصة تحرّ يتحوّل إلى تجارة الرقيق الأبيض ليواجه مشكلة اختفاء (بناته)، لكنه الوحيد الذي يعتقد بأن في الأمر خدعة ما، وأن (مين جي) آخر الضحايا ما زالت على قيد الحياة، وأمامه 12 ساعة لإلقاء القبض على مشتبه به يدعى (يونغ مين) دون الحصول على إذن رسمي، فينطلق في سباق مع الزمن بحثاً عن (مين جي) المحبوسة في مكان لا يعرفه أحد.
يضم البرنامج فيلمان يضيفان عليه نكهة درامية مميزة. الأول للمخرج القدير (نوري بيلج سيلان) باسم (القرود الثلاثة)، يروي قصة سياسي تركي ثري يتسبب بحادث سير يودي إلى قتل عابر سبيل، ويقوم برشوة سائقه (أيوب) ليتحمل عنه ما يستحقه من عقاب السجن. وهناك تبدأ بينه وبين زوجة (أيوب) علاقة سرية مما يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.
ومن اليابان يحكي فيلم (طوكيو سوناتا) قصة (ريوهي ساساكي) الذي يطرد من عمله، بينما تحول مبادئه الشخصية دون مصارحة زوجته وأولاده والاعتراف بالحقيقة، فيتظاهر بأن شيئاً لم يحدث. ويعمي عينيه عن انهيار عائلته من حوله.
وفي إحدى البراري الباكستانية على الحدود الشمالية الغربية تجري أحداث فيلم (ابن الأسد) حيث يعيش الفتى اللامع (نياز) وهو في الحادية عشرة من عمره، الذي يطلب منه أن يسير على خطى والده في صناعة الأسلحة، لكنه يفضّل الالتحاق بمدرسة القرية. فيلم من إخراج الاسترالي المولد (بنيامين غيلمور)، الذي قضى وقته متنكراً تجنباً للفت الانتباه. إلا أن عمله لم يقتصر على تصوير جمال الطبيعة العذراء للجبال الباكستانية، بل قدّم قصة بسيطة وصادقة أبطالها سكان القرية الحقيقيون.
ويصور فيلم (أغنية الطيور) الذي تم اختياره للعرض الافتتاحي، للمخرج الإيراني مجيد مجيدي الفائز بجائزة الأوسكار القيم وحياة العائلة، ويروي قصة كريم الذي يعمل في مزرعة للنعام خارج طهران. هناك يعيش حياة بسيطة قانعة مع عائلته، إلا أن تهرب إحدى النعامات ويتم تحميله المسؤولية. يتجّه كريم إلى المدينة حيث يؤثر ما يواجهه من فساد على طبيعته الصادقة البسيطة. وهنا على المهتمّين بمصلحة كريم التدخل لإعادته إلى قيمه الأصيلة التي لطالما كان يعتزّ بها. وفي (طفل كابولي) للمخرج الأفغاني (بارماك أكرم) يحاول سائق سيارة أجرة تعقّب أم تركت ابنها في سيارته، إلا أن عائلته تتعلق بالطفل فيما يبدو من الصعب عليه إيجاد الأم المجهولة.
أما حياة النساء فيتم تصويرها في فيلمين، الأول بعنوان (تحت الشجرة) يحكي مخرجها (غارين نوغروهو) قصة عن الحياة المعاصرة في بالي تدور أحداثها حول الطقوس الدينية لرقصة تراثية، حيث تواجه ثلاث نساء معضلات حقيقية.
وفي (ثلاث نساء) للمخرجة الإيرانية (مانيجه حكمت) حكاية نساء من ثلاثة أجيال مختلفة. (مينو) تخاف على ابنتها الضائعة (بيغاه). في المقابل تقرر (بيغاه) المسرعة في طريقها خارج المدينة، التوقف لأخذ عابر سبيل دون أن تدرك ما سيحمله من تأثير قوي على حياتها.
أما (أم مينو) فحياتها معلّقة بسجادة ثمينة قديمة تشعر معها بالأمان كآخر شيء يربطها بماضيها.
أما فيلم ( آخر تاكر) فهو نظرة معاصرة على أفلام الويسترن، ولكن برؤية بنغلاديشية. يصل إلى القرية رجل فقير غريب يدعى (كالا)، ويتورط في صراع عنيف على القوة بين رئيس البلدة والهندوسي صاحب الأملاك. يحاول الطرفان السيطرة على قوة سلاح (كالا)، دون أن يدركا بأنه هنا في مهمة خاصة، وهي الانتقام من قاتل أمه. تتصاعد الأحداث وتتأزم وتحيل البلدة إلى ساحة معركة.