عثمان اسم اقترن بالخليفة الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وانتشر اسم عثمان بين الناس الذين يميلون إلى التدين؛ لكن هناك فئة لم أسمع اسم عثمان عندهم إلا نادرا!!
المهم.. أعرف رجلين باسم ابن عثمان؛ أحدهما أعرفه معرفة جيدة جدا، وهو اللواء عبدالله بن عثمان المطيري رحمه الله، وهو رجل جمع بين الشهامة وسمو النفس عن توافه الأمور، وكان رئيسا في يوم ما، قبل أن يتقاعد وعرفت عنه أنه كان أرحم قلبا للضعفاء، وأشد حبا للأيتام الذين يفتح لهم أبواب الفرصة للحياة السعيدة، ويتبناهم كموظفين صغار حتى يكبروا ويبنوا أنفسهم، وكان أبو محمد اللواء عبدالله رجلا غير عادي؛ فهو يجمع بين الذكاء والدهاء وشهامة الرجال الأقوياء وترفعهم عن سفاسف الأمور؛ مع حزم وعزم عند اتخاذ القرار الذي غالبا ما يكون صائبا ومعقولا؛ أقول هذا بعد أن انتقل إلى رحمة الله؛ ولو كان حيا ما كتبت شيئا لئلا يقول ضعفاء الإرادة والإدارة أنك تجامل أو أن لك هدفا. رحمه الله وأحسن مثواه.
أما ابن عثمان الآخر فهو دكتور في جامعة الملك سعود؛ وهو معالي مديرها؛ لم أقابله قط؛ ولست في حاجة لمقابلته أبدا؛ لكني أحترم دائما العقليات النظيفة التي تعمل بجد وثقة وإنجاز للوطن؛ خاصة وأن حكومتنا الرشيدة تعطي الكثير من الميزانيات من أجل التطوير والرقي بالمنشآت الخدمية والتعليمية والأمنية وغيرها مما يخدم مواطني هذا البلد الأمين؛ والجهة المحظوظة هي تلك التي يجيء إلى دفة سفينتها عقلية واعية همها البناء والجد في خدمة الوطن ككل.
وقد شاع اسم الدكتور العثمان مدير جامعة الملك سعود؛ حتى أن المثقفين ورجال الفكر صاروا يتناولون شخصية الدكتور بالتحليل والإشادة أو النقد والتقييم؛ لسبب بسيط جدا وهو أن الدكتور العثمان يحمل عقلا يستطيع أن ينجز بسهولة ونجاح.
الرجال العاملون هم الذين نبحث عنهم ليحتلوا المواقع التنفيذية التي تحتاج إلى المبادرة والسرعة في التخطيط والتنفيذ السليمين؛ وهو ما سمعناه عن معاليه وفقه الله؛ ولذا جاء اسم مدير جامعة الملك سعود في المقدمة بين مديري الجامعات الكثيرة لدينا؛ أي أنه رجل يحاول الإعلام أن يقدم كل جديد مفيد لديه؛ وأن يسلط الضوء عليه بشكل متميز ومتكرر أيضا؛ ولو كان خاملا متقوقعا على كرسيه الوثير لما سأل أو بحث عنه الإعلام أبدا؛ وكثيرون في مثل منصبه منسيون إلا في تصريح لأحدهم يوزعه مدير علاقاته على الصحافة فينشر بحكم علاقاته مدير العلاقات لا علاقات معالي ذلك المدير المنطوي بين أرتال الأوراق الروتينية على مكتبه.
يبدو لي أن مرونة العمل لدى مدير جامعة الملك سعود واستغلاله للصلاحيات الممنوحة له دون وجل هو الذي ساعده على أن ينجز ويخلق شعبية بين الطلاب والموظفين والمدرسين لديه؛ وهنا الفرق بين المتوجس والمقدام إلى خدمة وطنه مادامت الفرصة قد سنحت له؛ والصلاحيات أعطيت له والتمويل موجود ومتوافر.
قد تكون مصادفة أو شيئا أجهله لتفرد اسم عثمان؛ فقد عرفت في صغري رجلا في قريتنا الداهنة اسمه عثمان؛ وكان الرجل محبوبا لدى أصحاب القرية وغيرهم من البادية الذين يمرون بالقرية؛ واشتهر كرم عثمان القصيّر (من بني تميم) رحمه الله؛ واشتهرت شخصيته بين الناس حتى صار له ذكر حسن عندهم. فهل اسم عثمان له مفعول ووهج متميز لم نعرفه أم أنها مصادفات تاريخية تجيء كغيرها من المصادفات لا غير؟
فاكس 2372911
Abo_hamra@hotmail.com