كتب - محرر الوراق

في رسالة رقيقة وهادئة تبين المنهج العلمي في النقد العلمي الذي يخدم القارئ والكاتب بعث الدكتور محمد بن نافع المضياني العنزي من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض برسالة علمية تتعلق بما كتبه الدكتور محمد بن عبد الله المشوح - العدد رقم (13191) الصادر يوم الأحد الموافق 11-11- 1429هـ في مقاله المنشور بعنوان: (سليمان الوشمي كاتب العدل النشمي), يتحدث فيه المشوح عن الشيخ سليمان بن ناصر الوشمي -رحمه الله- وعن أسرته، وقد ذكر في المقال نقلاً عن الشيخ محمد العبودي في كتابه المخطوط (معجم أسر بريدة) أن أسرة الوشمي متفرعة من أسرة المضيان التي هي من آل مضيان من عنزة - كما ذكر الكاتب -, ويتبع ذلك بقوله: (وأما آل مضيان الذين هم من عنزة, وكانت أسرة المضيان الحضرية منهم, فإنهم هاجروا إلى العراق منذ زمن مع قبائل من عنزة, وأقاموا بدواً في العراق, ذكرهم الأستاذ عبد الرحمن العزاوي في كتابه (عشائر العراق).

يقول المضياني إن هذا المقال عليه ملحوظات ينبغي التنبيه إليها: وعلى رأسها: قوله إن أسرة المضيان في بريدة تنتمي إلى قبيلة المضيان من عنزة ليس صحيحاً، ولا أظن أن الشيخ محمد العبودي الذي عرف عنه الأمانة العلمية, وتحري الدقة في رواياته يقع في مثل هذا الخطأ, فينسب أسرة إلى قبيلة أخرى لمجرد تشابه في الأسماء، علماً أن كتابه المزعوم - حسب قول المشوح - لا يزال مخطوطاً, وإذا كان ما ذكر صحيحاً، فلعل الشيخ يتدارك هذه الملحوظة قبل صدور الكتاب. ويتمنى المضياني على الكاتب الكريم الرجوع إلى كتب الأنساب المعتبرة التي تؤرخ لقبيلة عنزة, وأصولها, وفروعها، وعدم الاعتماد على كتاب غير معروف, لا يعول على آرائه, ولا يعتد بها, حيث يقوم على روايات واهية أوهى من بيت العنكبوت.

ولو أن الكاتب رجع إلى كتب الأنساب التي تؤرخ لقبيلة عنزة, وهي كثيرة, مثل: (كنز الأنساب) للأستاذ حمد الحقيل، و(أصدق الدلائل في أنساب وائل) للأستاذ عبد الله بن عبار, لظهرت له الحقيقة، ولوجد فيهما غنى عن كتاب العزاوي الذي لا يعرف مؤلفه شيئاً عن القبائل العربية وأنسابها.

ويختم المضياني رسالته الرقيقة بقوله: أردت في هذا المقال أن أصحح خطأً وقع فيه كاتب المقال، وقد يكون ذلك عن حسن نية, حيث نسب أسرة معروفة في القصيم هي أسرة الوشمي الكريمة إلى قبيلة معروفة هي قبيلة المضيان من عنزة, وليس بينهما صلة قرابة لا من قريب ولا من بعيد سوى تشابه الأسماء.