في الوقت الذي كنت فيه متفائلاً بتنامي النضج الإعلامي لدينا جاءت مباراة منتخبنا الوطني أمام كوريا لتكشف أن ذلك التفاؤل هو مجرد خيال لا أكثر ولا أقل ومن تابع التعاطي الإعلامي السعودي مع المباراة عرف أننا فعلاً نعاني أزمة إعلامية عقلانية رغم قوة الإعلام الرياضي السعودي على اعتبار مكانة وحضور المملكة بشكل عام بين قريناتها.
لقد هرول الكثيرون عاطفياً دون قراءة صحيحة ومنطقية لما حدث ليلة الخميس فكان الحكم السنغافوري (السيئ) الشماعة التي أخفت معالم السلبية في أمور أخرى قد تكون حاضرة في التعاطي الإعلامي لو لم يقع عبد الملك بن عبد البشير بخطأ عدم احتساب ضربة جزاء لصالحنا....!
رجعنا لمصطلحات وقواميس المؤامرة الآسيوية وشغل العصابات والاندفاع المتكرر الذي لا يأتي بنتيجة سوى أنه يقتل أجزاء مهمة من الحقيقة ويخفي معالمها وينقذ رؤوساً متورطة بالإخفاق وإن كنا نتهم وندين الاتحاد الآسيوي ونعدد مآسينا معه فماذا عملنا لكي نردع ذلك أو نواجهه ونحن رواد آسيا وكلمتنا مسموعة ورأينا مؤثر؟؟
الذي يعتقد أن الأوساط الكروية وبخاصة المنظمات الرسمية تعيش دون وجود بطون متورمة بالفساد داخلها هو في الحقيقة لا يعرف دهاليز كرة القدم ويفهم لعبتها والاتحاد الآسيوي منظمة لا يمكن أن تكون بعيدة عن ذلك التورم الذي لا يمكن السيطرة عليه لأن مصالح كبيرة ومتشعبة وشركات استثمارية وخططاً ودراسات مالية لا يمكن أن تنجح إذا لم تسير وفق ما هو مرسوم لها وإلا فالخسائر بالجملة!!!!
أعود للحديث حول تعاطينا للحدث فقد برأنا ناصر الجوهر وهو الذي كشف كل أوراقه للكوريين في المؤتمر الصحفي قبل المباراة بداعي إقناع الصحفيين بقدراته فأظهر كل أوراقه وما فعله بل أخرج الصور التي التقطها للكوريين وكأنه يقول غيّروا طريقتكم تراي كاشفكم..!!!
هل يمكن أن نتخيل أن الجوهر عجز عن إيجاد ظهير أيمن للمنتخب ليلعب المولد وهو المدافع التقليدي بخط الظهر؟؟
كيف يمكن الاقتناع بمشاركة فيصل السلطان المهاجم وهو لم يلعب منذ شهر رمضان!!!!؟؟
نعم كان أداء الحكم سيئاً لكنه لن يكون الأول ولا الأخير الذي سيكون سيئاً وسنصادفه بطريقنا وعلينا أن نتعامل مع أخطاء الحكام بطريقتين لا ثالث لهما إما أن نتفهم أن الأخطاء هي جزء من اللعبة أو نرفع سجلاً متكاملاً وقانونياً للفيفا نطالب فيه بالتحقيق حول ما يحصل لنا مع الحكام الآسيويين أما العويل والمانشيتات الرنانة فلن تزيدنا إلا ارتكاباً للأخطاء ولا سيما أن الإعلام لم يتعامل معها كما يجب وهو الأمر الذي لا يجب أن يستمر لأن الإعلام مرآة الحقيقة بكاملها وليس زماراً أو مع الخيل يا شقرا..!
الطاسة ضايعة يالسركال..!!
أسراراً كثيرة أعرفها ودهاليز وزوايا مظلمة أدخلها إما للفضول أو لصياغة التاريخ كما يجب ومن يعتقد أن يوسف السركال رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم يعرف شيئاً عن حكامه مع كامل احترامي له وتقديري فهو واهم ولا يعرف أن السركال القابع في دبي الإماراتية شغله استقبال الفاكسات من مجموعة الخفافيش بمقر الاتحاد الآسيوي ومن ثم يصادق عليها.. وأكاد ابصم بالعشرة أنه لا يعرف أسماء خمسة من حكام النخبة بآسيا بل أراهن على ذلك فالمنصب كان برستيجاً مكملاً لمنصب نائب الرئيس، ولذلك فأنا مع إرسال طلب للفيفا بشأن التحقيق بما يحدث للأخضر تحكيمياً مع إيماني أن ذلك يجب أن لا ينسينا الأخطاء الواضحة والمفجعة بالتشكيلة وطريقة اللعب.
تصويبات
* نتهم ونتوعد ونكشف ثم لا نعمل شيئاً فمن المنطقي أن يتكرر السيناريو.!!
* يجب ألا نحمِّل الجوهر فوق طاقته وقدراته الفنية وحقيقة صعقت عندما أخرج صور لاعبي كوريا أمام الإعلاميين معتبراً أنه درس تحركاتهم وهذه الحركة لا يعملها سوى مدرب يعيش قلقاً نفسياً ويحاول تبرئة نفسه بأي شكل من الاشكال
* التنظيم هو ما جعل منتخبنا يظهر بشكل اجتهادي بحت أمام كوريا فمتى ما رأيت تكر والمولد داخل منطقة الخصم فاعرف أن طاسة اللعب مش ولا بد..!!
* أمامنا أكثر من ثمانين يوماً قبل خوض اللقاء القادم آسيوياً وهي مدة كافية لتصحيح أمور كثيرة جداً لعل أبرزها الثبات على إيجاد اللاعب المناسب بمكانه المناسب فالترقيع ما عاد ينفع..!!
* الفيفا وهو الإمبراطورية الكبيرة يتغلغل الفساد عيني عينك داخله وليست قضية التايب بعيدة عنا ولهذا فيجب أن نتعامل مع ما نعتقد أنه سرقة لحقوقنا بنفس إستراتيجية الهلال (العمل بالقانون وبصمت).
* كل التعازي الحارة والدعاء الصادق للفقيدة والدة الأستاذ يوسف السركال.. وأسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته.
قبل الطبع
اتق شر الحليم إذا غضب
Msultan444@hotmail.com