Al Jazirah NewsPaper Sunday  23/11/2008 G Issue 13205
الأحد 25 ذو القعدة 1429   العدد  13205
حاضر المجتمع ورؤية المستقبل
سلمان عبدالله القباع

من واقع المعيشة والاحتااك مع الآخر ومع تراكم العولمة التي نجدها محاربة من قبل الغير.. تتضح الرؤية والنظريات لكل من يريد الخوض والمعركة (بالنقد الهادف) مع أي رأي آخر.. الاعتقاد والرأي دائماً نجدهما وجهان متشابهان لأجل مبتغى وشيء.. اعتقاد هي نتاج متصل مع وجهة نظر، والرأي بوح ما لدى الشخص (تعليق) على مسألة ما مهما كان اتجاهها، سواءً دينية أو اجتماعية أو ثقافية.. وهي ما يقوم به أهل الاستشراف والمستشرقين من الغرب وما قاموا به من وضع (فلسفاتهم) إلى المحيط العربي ووجدوا المحصلة لها..

إن مسألة التعبير وهي خروج ما هو (متكدس) من فكر (ورؤية) لم تجد من ينتشل هذه الرؤية سوى الظروف، هذا التعبير ينتظر الإشارة لإعطاء صاحبها ضخ (عبادته) المتصلة بمحيط الذات.. وهي اعتقاد تعبير داخلي آن الأوان لكي ينبلج التعبير للبوح ولا نريد الخوض مع تلك المسألة!!

والاعتقاد دائماً ما يكون مواجهاً (للحاضر) وأقصد الأنا.. بتفنيد المسألة برؤية واقعية قد يعيشها صاحب الشأن الذي يعتقد أن المسألة تلك لها حلول عدة.. وهكذا.. ومهما يكن من الأمر فإن الحرية بالرأي هي قاعدة فردية ليس لها أصول ثابتة إنما هي تعبير عن وجهة نظر من دون وضع قيود.. أرى هكذا.. أريد هكذا.. الخ. مصلحة ذاتية تنحصر حول الشخص نفسه، لا ينظر إلى المجتمع من حيث التقبل أو الرفض فالمُحصلة النهائية هي رغبة ومراد إبدائها للآخر.. لأن الآخر من المفترض أن يكون مرافقا معك بحياتك وحراكك اليومي..

إن مسألة القبول والرفض أحبتي وأعزائي القراء هي المحك الرئيسي وما أبحث عنه أنا شخصياً من مواضيع متعددة لا تبتعد كثيراً عن واقع نتلمسه بأفكارنا، ولكن نفتقده بحراكنا اليومي.. لأنني أرى شخصياً أن الحوار من أهل الشأن دائماً يبحثون عن القبول لكي تنعم ابتسامتهم ويجدون صدى لمرادهم حتى لو كان (وجودهم) برأيهم منفردا!!

لا يمنع من وجود أهل القبول لرأيهم.. والرفض قد لا يجد اكتراث أهل الرأي لمسألتهم، خصوصاً إذا عرف أن المواجهة لرأيه ينظر للمسألة من محيط (اجتماعي) ملازم ويغذيهم بتواجدهم وحراكهم اليومي.. وقد خلق الله العباد وجعلهم مختلفون.. وهي سنة إلهية وضعها الباري عز وجل.. ولكن كيف نجعل الاحترام متبادلاً بين الطرفين؟

هنا نتوقف.. وهي صلب أي طرح أو رؤية.. ولا نكون مبالغين إن اعترفنا كثيراً أن تكون هناك حلولا إلا من أصحاب العقول أنفسهم!..

كيف؟

هم هؤلاء ما يجعلون الحوارات هادفة ويجعلون الرأي والحوار ناجح.. نريد من هؤلاء أن يجزموا ويعتقدوا أن الحوارات هي طرح ليس إلا وليس هو الخوض برفض حكم شرعي ومنظور ديني وما شابه!!

وكنا ولازلنا نمسك بخيوط الأمل التي تمدنا بآفاق الأماني، تعلمون بأننا نخاطب أنفسنا كثيراً حول ما يدور في وقتنا الحاضر مناظر عدة ننعم بها ونفرح بها ونضحك لها، من منكم لم يتمن؟ ومن منكم تمنى ولكن الخوف المستقبلي وضع جداول دارجة الهاجس تحتضنه كل ليلة؟

نحن نعيش بمحيط المغريات والتي هي جزء من حياتنا، أين كنا في السابق، وما حالنا في السابق؟ تتدافع المغريات من حولنا بل تجد التنافس من قبلنا!!

هموم متوالية، مشاكل متعددة، ومع ذلك لازلنا نحب ونرى الأمنية قريبة من أعيننا ولكن طوفان المجتمع العنيد يقف عائقاً حقيقياً لأمنياتنا، مع ثقافة الحوار وتعدد المفاهيم والحراك اليومي، لم نجد إلا القليل من ينادي بالتسامح، بالتأني، بوضع الاختيار المحترم، بإعطاء الفرصة للبوح بما نريد، المال موجود، التعليم مستمر، ولكن التفوه حرمنا منه.. لأجل ماذا؟

تعتقدون أن القيود هي الرابط لفك تلك العقد..؟

أليس كذلك؟

تعتقدون أن الثوابت التي هي مستمدة من أجدادنا لازالت تلاحقنا؟

وجيل أبنائنا سوف يكون له مثل ما كان لنا..

نحيي أنفسنا بالحصانة الذاتية لأبنائنا، نحيي أنفسنا بوضع الديمقراطية شعارنا مع أبنائنا ولكن لا نضيع ما يعيق أبناءنا لإعطائهم حريتهم بالرأي!

مجتمع لم يرحم ولم يتسن له الأخذ بأيدينا لحريتنا وآمالنا!!

ونود أن نضع النقطة الأخيرة وهي: الخوف من البيئة المحيطة هي (من أساسيات رفض أي طرح مختلف مع المتبع من أعراف).



s.a.q1972@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد