Al Jazirah NewsPaper Sunday  23/11/2008 G Issue 13205
الأحد 25 ذو القعدة 1429   العدد  13205

دفق قلم
حصار الركن الخامس في غزَّة
عبد الرحمن صالح العشماوي

 

ما تزال جريمة (حصار غزَّة) ترتكب أمام دول العالم الكبرى والصغرى بصورة دموية تخالف كلَّ ما تدعيه حضارة هذا العصر من تطور وتقدم ورعاية لحقوق الإنسان.

في غزَّة يموت ضمير العالم، فلا رعاية لحقوق الإنسان، ولا لحقوق الحيوان، ولا احترام لدين أو عرفٍ أو قانون، ولا رحمة للضعفاء والمرضى الذين يموتون تباعا بسبب انقطاع الكهرباء، وانعدام الوقود، وقلة المواد الغذائية، والموارد التي تسد الرمق، وتحقق أدنى مستوى للمعيشة.

تطاول يهودي صهيوني واضح، يقف سدا في وجه كل تحرك للمساعدة والإنقاذ، حتى ذلك الوفد البرلماني الأمريكي يمنع من دخول غزَّة منعا باتا، وكأن هذه الدولة (المسخ) هي المتصرفة في شؤون الدول الكبرى، تطاول يغلق المعابر، ويمنع الغذاء، ويقطع الكهرباء، ويمنع الوقود، ولا يبخل بالقنابل والصواريخ والغارات الجوية التي تشعل الرعب في قلوب الأبرياء المحاصرين.

بالأمس مات على سرير المرض الذي لا ينتفع به المريض في غزة؛ لانقطاع الكهرباء وغيرها من وسائل تشغيل الأجهزة الطبية؛ بالأمس مات الشيخ الداعية سعيد أبو جليدان على سريره في المستشفى لأن الصلف اليهودي قد منعه من السفر إلى الخارج للعلاج، برغم التقارير الطبية التي أكدت وجوب سفره لإنقاذ حياته، مات - رحمه الله - ليصبح عدد الذين ماتوا من المرضى منذ بدأ الحصار الظالم مائتين وستين شهيدا - كما نرجو لهم ذلك -، مات الداعية أبو جليدان بعد أن عاش فترة من العنف والقسوة والضرب والإهانة في سجون الأعداء، ولم يخرج منها إلا جسدا منهكا مريضا سلك طريقه إلى المستشفى الذي لا فائدة منه لأن الحصار حرمه من مقومات العمل الطبي جميعها.

أما الجريمة الكبرى التي تكمل رسم دائرة هذا الحصار الإجرامي، فهي منع ثلاثة آلاف وخمسمائة مسلم من أهل غزة من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام (الحج).

جريمة تجاوزت إهدار كرامة البشر، إلى إهدار قيمة العبادة التي يدعي العالم المعاصر أنه يحترمها.

ركن الحج محاصر في غزة الصابرة حصارا يهوديا جائرا، وقلوب الراغبين في أداء فريضة الحج من أهل غزة تتفطر ألما وحسرة على هذا التعامل القاسي.

نداءات ترتفع من هناك وجهها آلاف المسلمين وفي مقدمتهم مدير أوقاف غزة، إلى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بأن يبذلا جهديهما المباركين لفك الحصار عن الركن الخامس من أركان الإسلام في غزة الجريحة، نداء نضم إليه أصواتنا ونحن على ثقة بأن خادم الحرمين وولي عهده سيبذلان جهدا مباركا لتلبية طلبات أولئك المتحرقين شوقا لأداء الحج، وتحقيق آمالنا نحن المسلمين في أن يتحقق لهم ما يؤملون.

نحن نعلم أنهم معذورون أمام الله - عز وجل - إذا أصر التعنت اليهودي على منعهم من أداء فريضة الحج، ولكن الأمر مؤلم لأنه يمثل صورة من صور قاتمة كثيرة يظهر فيها العدو الصهيوني متعجرفا متكبرا متعمدا للظلم والقتل والإرهاب، وتظهر فيها صورة الشعب المسلم المحاصر في غزة مشحونة بالجرح والألم وقسوة الشعور بالسكوت عن الظالمين.

إشارة:

في قلب غزَّةَ حزن لا حدودَ له

ترونه كل يومٍ في التقارير

www.AWFAZ.com

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد