الكويت - «الجزيرة»
توقع تقرير أن تُجري دول مجلس التعاون الأعضاء بمنظمة الأوبك المزيد من التخفيض في إنتاجها النفطي في 2009م بنسبة 5% في المتوسط؛ مما سيؤدي إلى توسيع الفجوة بين الطلب والعرض من 1.028.3 مليون برميل في عام 2008 إلى 1.857.6 مليون برميل.
وقال التقرير الذي أعده بيت الاستثمار العالمي (جلوبل): من المتوقع أن تستقر أسعار النفط في 2009 في حدود 70.0 إلى 76.8 دولاراً للبرميل بما يمثل زيادة نسبة 71.8% عن السعر الحالي للنفط الخام البالغ 47.7 دولاراً للبرميل كما في 13 نوفمبر الجاري. وأضاف التقرير: مع ذلك ستقل أسعار النفط المتوقعة لعام 2009 بنسبة 23.8% عن متوسط الأسعار المسجلة في عام 2008 وبناء على الوضع الاقتصادي العالمي الحالي فإن تباطؤ الأنشطة التصنيعية الكبيرة وانخفاض أسعار النفط ومعدلات إنتاجه سوف يجعلان من عام 2009 عام التحديات للاقتصاديات في المنطقة.
وأبان التقرير: يتوقع أن ينخفض معروض النفط الكويتي بنسبة 5.0% في 2009 ليصل إلى مستوى 2.0 مليون برميل يومياً من مستوياته الحالية البالغة 2.1 مليون برميل يومياً. ويتماشى أيضاً الانخفاض المتوقع في أسعار النفط مع توقعات خفض البلدان الأعضاء بمنظمة الأوبك لمعدلات إنتاجها بنسبة 5% في عام 2009 وتوقع التقرير أيضاً أن يرتفع الطلب على النفط الخام في الكويت بمعدل سنوي مركب نسبته 4.7% خلال الفترة ما بين 2007 و2009 وتعزى الزيادة المتوقعة في الإنتاج الكويتي النفطي إلى التوسع في الصناعات القائمة على النفط (ب) والتوسع في قطاع النقل والمواصلات، وارتفاع الطلب على الكهرباء.
وتابع: تتمتع منطقة الشرق الأوسط بميزة كبرى وهي انخفاض تكاليف استخراج النفط مقارنة بالمناطق الأخرى في العالم، واستناداً إلى وكالة معلومات الطاقة الأمريكية EIA تُنتج المنطقة النفط بأقل تكلفة حيث يبلغ سعر البرميل 5.3 دولارات بالمقارنة مع 7.6 دولارات في منطقة أمريكا الشمالية التي تُنتج برميل النفط بأقل التكاليف. وإضافة إلى ذلك تُنتج الكويت، والمملكة العربية السعودية، وإيران، والعراق النفط الخام بأقل الأسعار؛ إذ تبلغ أسعار البرميل الواحد 2.5 و2.0، و1.5، و1.5 دولار على التوالي بينما يبلغ سعر برميل النفط في كندا 8.3 و6.8 على التوالي؛ وبالتالي يعطي هذا الانخفاض في أسعار النفط ميزة تنافسية لهذه البلدان من ناحيتين: الناحية الأولى أنها ستقوم بأعمال الحفر بهامش ربح أكبر، والناحية الثانية أنها سيكون لديها متسع من الوقت لمواصلة تنفيذ المشاريع المهمة على الرغم من انخفاض أسعار النفط.
الإنتاج العالمي من النفط الخام
وأمضى التقرير: على مدار الأعوام السبعة الماضية الممتدة من عام 2000 إلى 2007 ارتفع المعدل السنوي المركب لإنتاج النفط الخام بنسبة 1.2% ولكن المثير للاهتمام أن الإنتاج النفطي من منطقة إفريقيا قد ارتفع بمعدل سنوي مركب أعلى يصل إلى 4.1% خلال الفترة ما بين عامي 2000 و2007 تليها منطقتا أوروبا وآسيا اللتان سجلتا ارتفاعاً بمعدل سنوي مركب بلغ 4.1% تليهما البلدان الأعضاء بمنظمة الأوبك التي ارتفع معدل النمو السنوي المركب لإنتاجها النفطي بنسبة 2.1 في المئة. ومن بين البلدان المُنتجة للنفط سجلت أذربيجان ارتفاعاً في إنتاجها النفطي بمعدل سنوي مركب بلغ 17.4% يليها السودان بمعدل سنوي مركب نسبته 14.8% وإضافة إلى ذلك سُجِلت الزيادات الكبرى الأخرى في كازاخستان وقطر والبرازيل، حيث ارتفع الإنتاج النفطي بمعدل سنوي مركب بلغ 10.4، و6.8، و5.4% على التوالي.
EIA تخفض توقعاتها
بشأن الإنتاج
وبحسب التقرير فقد خفضت وكالة معلومات الطاقة الأمريكية EIA تقديراتها للإنتاج النفطي لمنظمة الأوبك إلى 31.2 مليون برميل يومياً. وبلغ الإنتاج المجمع للبلدان الأعضاء بالمنظمة 37.3% من إجمالي الإنتاج العالمي للنفط الخام في 2007 وتعزى التقديرات المخفضة الممنوحة من وكالة معلومات الطاقة الأمريكية إلى البلدان الأعضاء بمنظمة الأوبك بصفة أساسية إلى الهزة المالية العالمية الأخيرة التي أدت إلى انخفاض الطلب على النفط الخام في الأسواق العالمية ودفعت كبار منتجي النفط إلى خفض إنتاجهم بغية ضمان استقرار أسعار النفط الخام. ومؤخراً دعت منظمة الأوبك إلى عقد اجتماع طارئ في شهر أكتوبر من العام الحالي 2008 قررت فيه خفض إنتاجها النفطي بنسبة 5.0% والذي يتوقع أن يؤدي إلى تقليص معدل نمو الإنتاج الإقليمي بنسبة 2.5% في المتوسط مقارنة بالتقديرات السابقة في عام 2008. ومن ناحية أخرى تنوي أيضاً البلدان الأعضاء بمنظمة الأوبك إعادة النظر في تقديراتها المعدلة للإنتاج النفطي ولكنه لم يتم تحديد موعد الاجتماع بعد. وسوف تقودنا التعديلات الأخيرة لوكالة معلومات الطاقة الأمريكية نتيجة تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي إلى تخفيض توقعاتنا للإنتاج النفطي العالمي من 31.6 مليار برميل إلى 30.0 مليار برميل في عام 2009م.
الطلب على النفط الخام واستهلاكه
يرتبط الطلب على النفط الخام واستهلاكه بصفة أساسية بالطلب على المُنتجات النفطية المكررة. وبحسب النشرة الإحصائية لشركة النفط البريطانية بريتيش بتروليوم بلغت طاقة التكرير العالمية للنفط 31.5 مليار برميل في عام 2007 في حين استقر الطلب العالمي على المنتجات المُكررة عند مستوى 31.1 مليار برميل خلال الفترة ذاتها. وطوال فترة الأعوام السبعة الماضية سجل الطلب على المُنتجات النفطية المُكررة في الدول الأعضاء بمنظمة الأوبك أعلى ارتفاع له بمعدل سنوي مركب نسبته 4.1% تليها البلدان غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وتتمثل الأسباب الرئيسية لزيادة الطلب على المنتجات النفطية في تأسيس الصناعات القائمة على النفط في منطقة الشرق الأوسط وتوسيع القطاع الصناعي وتطويره؛ مما أدى إلى زيادة الطلب على الكهرباء في المنطقة الآسيوية. علاوة على ذلك ارتفع الطلب على النفط الخام المُكرر في دولة قطر بأعلى معدل نمو سنوي مركب نسبته 13.4% خلال الفترة الممتدة من عام 2000 إلى عام 2007م.
أسعار النفط الخام
وتابع التقرير: خلال فترة الأشهر الستة الماضية ارتفع سعر سلة خامات نفط أوبك بنسبة 192.5% من 23.01 دولاراً للبرميل في عام 2002 إلى 67.31 دولار للبرميل في 2007 وتُعزى الزيادة في أسعار النفط الخام طوال هذه الأعوام الخمسة أساساً إلى حالة القلق السياسي والنمو الاقتصادي العالمي المرتفع وعدم كفاية طاقة التكرير؛ مما تسبب في نقص المنتجات المُكررة.
وسجل متوسط أسعار سلة خامات نفط أوبك 113.5 دولاراً للبرميل في الربع الثالث من عام 2008م. ويعزى هذا الاتجاه الصعودي في أسعار النفط الخام الذي بدأ في الربع الرابع من عام 2007 وانتهى خلال الربع الثالث من العام الجاري بصفة أساسية إلى الأزمة المالية العالمية وبالتطلع إلى الأمام. وتابع: نتوقع أن تنخفض أسعار النفط الخام عن مستوياتها الحالية في الربع الثالث من العام الحالي؛ لتصل إلى 65.0 - 70.0 دولاراً للبرميل في عام 2011م ويستند هذا الافتراض إلى عوامل تباطؤ التنمية الاقتصادية والتحول إلى الصناعات القائمة على الغاز ودخول طاقات التكرير الجديدة حيز الإنتاج بحلول عام 2011 مما سيفي بسد النقص في المنتجات المُكررة وكذلك تعافي الأسواق المالية من الأزمة المالية الحالية.
وإضافة إلى ذلك تتوقع وكالة الطاقة الدولية عودة أسعار النفط الخام للارتفاع وأن يصل متوسط الأسعار إلى 100 دولار للبرميل بحلول عام 2015 وجاءت هذه التقديرات مبنية على الأزمة المتوقعة في المعروض النفطي نظراً لتناقص الإمدادات من حقول النفط المُتقادمة.