الرياض - محمد الزهراني:
استهلت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها في مطلع الأسبوع ما قبل الأخير من نوفمبر 2008 م الجاري والذي لم يتبق عليه سوى ست جلسات تداول منها جلستين مطلع الأسبوع القادم والتي ينتظرها المحللون بفارغ الصبر كونها تمثل الإقفال الشهري والتي يأمل الكثير من المتعاملين أن تكون أعلى من 5245.08 ولو بشكل مؤقت لدفع العامل النفسي لدى المتداولين إلى شيء من التفائل بعد أن أصبح مؤشر التشائوم هو السائد لدى الغالبية العظمى والسواد الأعظم منهم؛ وحتى يأخذ المؤشر منحنى ايجابي قبل أن ينهي عامه الأسوأ الذي شهد تدني الأسعار إلى مادون القيمة الدفترية لكثير منها بالإضافة إلى تدني أسعار الشركات الحديثة الطرح إلى أسعار ما تحت سعر الاكتتاب لكثير منها وخاصة الأسهم ذات علاوة الإصدار المرتفعة والمبالغ فيها حيث فقدت بعض الأسهم نحو 50 % من سعر الإكتتاب إلى نهاية جلسة السبت 22 / 11 / 2008 م !!!
وأنهت السوق المالية تداولاتها عند مستوى 4434.57 بعد إن افتتحت تداولاتها على انخفاض مفاجئ لم يكن ليمهل المتداولين لحظات اتخاذ القرار أو مجرد التفكير في سبب النزول الذي أفقد المؤشر حوالي 200 نقطة مع العشر الدقائق الأولى من الجلسة الافتتاحية، وكان التأثير واضحا من خلال افتتاحية سهم الراجحي الذي يعتبر هو قائد السوق بعد ان تخلت عنه سابك قبل أسبوعين تقريبا والذي افتتح على نزول مفاجئ بما يعادل (-3.6 %) وتسجيله لقاع جديد؛ يرافقه ويسانده القطاع المصرفي الذي سجلت اغلب شركاته النسبة القصوى هبوطا خلال تداولات جلسة الأمس واستمر في الضغط على السوق بعد أن تجاوبت معه جميع القطاعات وخاصة قطاع الصناعات البتروكيماوية بقيادة سهم سابك الذي سجل نسبة دنيا بمعية الشركات المماثلة له من نفس القطاع وتسجيل أغلبها قيعان جديدة أصبحت هاجسا وقلقا لدى الكثير من المحللين اللذين لا يتفاءلون بالقيعان الجديدة والتي غالبا ما تؤول إلى تحقيق قيعان جديدة أخرى!!.
من ناحية أخرى استمر الضغط على السوق وعلى المؤشر بشكل واضح بمساندة جميع القطاعات المؤثرة في وزن المؤشر وبمساندة تعد الأولى من نوعها من قطاع الاتصالات الذي سجل نسبة دنيا مبكرة خلال الساعات الأولى من التداول متخليا عن ثباته وموازانته للمؤشر والتي عَرف بها طوال السنوات الماضية حيث كان يميل إلى الثبات سواء في الصعود أو الهبوط ؛ وبقي سهم الكهرباء الذي يعتبر قائدا مهما ومؤثر في السوق وفي القطاع متماسكا رغم نزوله إلا أنه حاول المحافظة على وزن المؤشر طوال فترة التداول قبل ان ينهي تداوله على (- 5.65 %) وفقد المؤشر مع نهاية جلسة السبت الحزين حوالي 448.87 نقطة وبتراجع (- 9.2 %) وأقفلت أغلب الشركات على النسبة الدنيا وسجلت بعض الأسهم القيادية قيعان جديدة وكسرت اخرى القيمة الإسمية لأول مرة في تاريخها وعلى رأسها سهما إعمار وكيان اللذين يتداولان تحت القيمة الإسمية (10ريالات) وأنهى السوق تداولاته بقيمة 4.167.324.961.95 ريال وبكمية اسهم تعادل 217.695.643 تم تداولها وكان الأكثر نشاطا من ناحية الكمية المتداولة سهم الإنماء ثم سابك وزين ومعادن وكيان على التوالي... بينما كان الأكثر ارتفاعا سهم ملاذ للتأمين بارتفاع وقدره 0.77%.
من جانبه أوضح للجزيرة المستشار المالي وخبير الأسواق العالمية الأستاذ / قاهر الطاهات أن أسباب النزول يكمن في ضعف الإرتداد الذي كان عند دعم السوق الثاني وهو 5218 حيث انه لم يكن ارتدادا قابلا للاستمرار والدليل على ذلك ضعف أحجام التداول وعجزه عن تحقيق قمم صاعدة في المسار الصاعد وبالتالي فإن الهبوط كان من المتوقع وكان من من المتوقع ايضا ان يتراجع المؤشر ويحقق قيعان جديدة في هذه المناطق السعرية بحيث يبحث عن عن تحقيق توازن سعري أو قاع تأسيس والذي ستبنى عليه موجة دافعة بالإتجاه الصاعد أو موجة ارتدادية؛ أمّا من ناحية اقتصادية قال الطاهات (بعد اعلان الشركات للربع الثالث لم يكن هناك معطيات اقتصادية يمكن ان تحرك السوق خلال الفترة الحالية والقادمة سوى الميزانية العامة للدولة والتي ستكشف عن مدى تأثير الأزمة العالمية الراهنة على الاقتصاد السعودي من وجود تراجع في الإيرادات الناجمة عن انخفاض سعر البترول بالدرجة الأولى، وكذلك التراجع في حجم الإنفاق الحكومي وقدرة السياسة المالية والنقدية في المملكة بالتصدي لمضاعفات الأزمة العالمية وانعكاساتها المستقبلية على الاقتصاد المحلي), وأضاف: إن نتائج الربع الرابع للشركات المتداولة ستكون أكثر شفافية ووضوحا لمعرفة النتائج المستقبلية للشركات المتداولة ومعرفة مدى تأثير الأزمة المالية العالمية عليها.