القاهرة - مكتب الجزيرة - علي البلهاسي
تصاعدت حدة المخاوف في مصر من تزايد خطر عمليات القرصنة في البحر الأحمر على مستقبل الملاحة الدولية في قناة السويس وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من تأثيرات سلبية على الاقتصاد المصري الذي تمثل القناة أحد أهم روافده وعزز هذه المخاوف القرار الأخير لثلاث من كبريات شركات نقل البترول العملاقة بتحويل مسار أكثر من 300 ناقلة تملكها من قناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من مرورها بطريقها المختصر عبر قناة السويس وخليج عدن لتجنب القراصنة المنتشرين على السواحل الصومالية.
وكانت شركة إيه.بي. للسفن قد قررت تحويل الأسطول المكون من 83 حاوية من الناقلات إلى رأس الرجاء الصالح بدلا من قناة السويس تجنبا للقرصنة، كما أصدرت شركة (أودفجيل) النرويجية - إحدى أكبر شركات الملاحة البحرية في النرويج - تعليمات لـ 90 من ناقلاتها باتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح بدلا من قناة السويس، وقررت مجموعة فرونت لين شيبينج النرويجية - أكبر شركة في العالم لتشغيل الناقلات - استخدام طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من قناة السويس.
وأكد نواب برلمانيون مصريون أن قناة السويس تشهد بالفعل أزمة حقيقية بسبب أعمال القرصنة قد تصل تداعياتها إلى الاقتصاد المصري كله، إذ إن إيرادات القناة تشكل الجزء الأهم من الدخل القومي.
وشدد هؤلاء النواب على ضرورة أن تبادر مصر والدول المطلة على خليج عدن والبحر الأحمر إلى بحث عاجل لكيفية القضاء على القرصنة بمشاركة قوات دولية، مشيرين إلى أن أمن الملاحة عبر قناة السويس يهم دول العالم أجمع، لأن طريق رأس الرجاء الصالح يكلف السفن يوميا 350 ألف دولار توفرها قناة السويس.
من جانبه قلل الفريق أحمد علي فاضل رئيس هيئة قناة السويس من شأن المخاوف حول التأثيرات المحتملة لتزايد ظاهرة القرصنة على القناة مشيراً إلى أن عمليات القرصنة البحرية التي تتعرض لها السفن التجارية المارة بسواحل الصومال ومنطقة خليج عدن اتخذت منحى جديدا أشد تأثيرا بعد التحول النوعي الذي طرأ عليها من اختطاف السفن الصغيرة إلى ناقلات بترول عملاقة بحجم الناقلة السعودية ونفى المهندس محمود عبد الوهاب مدير الرئاسة بهيئة قناة السويس أن تكون للقرصنة التي تجرى على سواحل الصومال أي تأثير على حركة الملاحة بالقناة، لكنه قال إن استمرار أزمة القرصنة الحالية قد يظهر تأثير على حركة الملاحة بقناة السويس مستقبلا ولكن وقتها ستطول هذه الأزمة العالم كله.
كما أن هناك عوامل أخرى بخلاف أزمة القرصنة الحالية تلعب دورا هاما في المتغيرات العالمية وعلى رأسها الأزمة المالية العالمية الراهنة.
من جهتها قالت رابطة ناقلات النفط (إنترتانكو) إن الكثير من شركات الناقلات تتجنب قناة السويس بسبب تفشى القرصنة قبالة سواحل الصومال، لكنها لم تذكر أسماء تلك الشركات.
وقالت الرابطة الدولية لمالكي الناقلات المستقلين إنها تساند تماماً (مشغلي الناقلات الكثيرين الذين أعلنوا عزمهم تجنب خليج عدن والدوران حول رأس الرجاء الصالح).
وشددت انترتانكو على الحاجة الملحة لتحرك فوري من الحكومات لحماية طرق التجارة الحيوية في صورة دعم بحري وعسكري أكبر بتفويض واضح للاشتباك واحتجاز القراصنة وتقديمهم للمحاكمة.
وذكر المكتب البحري الدولي أن 83 سفينة أجنبية على الأقل تعرضت للهجوم قبالة السواحل الصومالية في خليج عدن والمحيط الهندي منذ يناير، من بينها 33 تعرضت للخطف.
ولا تزال 12 سفينة و200 من طاقمها في أيدي القراصنة.
وأدى ذلك إلى ارتفاع تكاليف التأمين التي تتحملها شركات الشحن كما ينطوي قرار استخدام طريق رأس الرجاء الصالح على خطر رفع أسعار المنتجات المصنعة والسلع الأولية.
من جانبه حذر افثيميوس متروبولوس الأمين العام للمنظمة الدولية للملاحة البحرية من سلسلة من التداعيات السلبية إذا اضطرت السفن لتغيير مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
وقال إن المسافة في رحلة عادية من ميناء رأس تنورة النفطي في السعودية إلى مضيق جبل طارق ستتضاعف تقريبا وستستغرق 12 يوما إضافية وهو ما سيؤخر سد النقص في مخزونات النفط الأوروبية والأمريكية.