Al Jazirah NewsPaper Sunday  23/11/2008 G Issue 13205
الأحد 25 ذو القعدة 1429   العدد  13205
طالبوا بالاستمرار.. مثمنين دعم وزارة الثقافة والإعلام
مثقفون: مهرجان يوم الطفل العالمي خطوة مهمة نحو تنمية ثقافة الطفل

أشاد عدد من الأدباء والمختصين بمهرجان يوم الطفل العالمي الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، واعتبروا أن مثل هذا المهرجان خطوة في تنمية ثقافة الطفل ولفتة للاهتمام بهذه الفئة التي تعتبر عماد المستقبل والقاعدة التي تنمو بها المجتمعات وطالبوا باستمرارية مثل هذا المهرجان وهذه الفعاليات؛ لما لها من دور في تحقيق التواصل بين المهتمين بأدب الطفل، وطالبوا بإيجاد مساحة للترفيه.

وذكرت الناشرة ثريا بترجي أنها كانت تسمع كثيراً من الأهالي والمتخصصين يتساءلون عن منافذ للترفيه ثقافياً عن الطفل، ولعل هذا المهرجان الذي تقيمه وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية تزامناً مع يوم الطفل العالمي، يعوض ويطرح أشياء كثيرة كالمسرح وهو مهم لثراء ثقافة الطفل؛ فهذا المهرجان سيكون فضاء يمكن أن تُنمّى من خلاله ثقافة الطفل من خلال عرض الكتب والألعاب الشعبية ومن خلال الرسومات وتواصلهم مع كتاب الطفل، وتمنت بترجي أن تكون مثل هذه اللقاءات فرصة للتجمع واللقاء بين المهتمين والمختصين بأدب الطفل، مشيدة بهذه الخطوة، وتقول: أخيراً بدأنا نهتم بالجانب المتعلق بالطفل؛ فقد كان قبل فترة مهرجان ثقافة الطفل.

ويقول الأكاديمي والمختص بأدب الطفل د. عبدالله المحيسن: أي شيء في صالح الطفل مكسب؛ لأنهم الأساس ودعائم المستقبل، وعلى يدي كثير من الأشياء نعمل، سواء من ناحية ثقافية أو أدبية ومسرحية ستكون في صالح الطفل. وبالنسبة إلى الطفل فهناك أسس ثقافية لابد أن نعمل بها ومن هذه الأسس الكتاب المميز الذي يشد الطفل من خلال الصورة والمسابقات الثقافية التي تفيد في كثير من الأمور الفنية والطريقة التي تطرح لها انعكست على الطفل وتزرع الثقة بعملية مدروسة في تحليل خصائص وتحديث. أيضاً نحن كمهتمين نعتبر الطفل محور المجتمع؛ لذا يجب أن نسعى لتحقيق كل ما يحقق رغباته وينمي ثقافته.

ويقول الكاتب والأديب عبدالحفيظ الشمري: ثقافة الطفل لدينا تعاني من قصور في خدمة إيصال الثقافة المعلوماتية والأدبية شأنها شأن ما يحدث في العالم العربي، باستثناء تجربة مصر من خلال المؤتمر الدولي الذي تعده مكتبة الإسكندرية لو تصورنا العالم العربي بمختلف الطفل؛ فالعالم العربي لديه هذه المعاناة؛ إذ إن هناك فقراء في المادة الأدبية الموجهة، أما لدينا فمن الواضح أن ثقافة الكتاب للطفل غير موجودة، وهذا العنصر يبين أن الطفل لم يعود على كتابة تجربته بذاته بما يريد، وثانياً يجب أن يكون لهم دور فاعل في خدمة الحركة الأدبية للطفل. وحول تجربته في كتابة الطفل يقول الشمري: هناك إقبال على هذه الأعمال وخدمني النادي الأدبي بحائل بطباعة الأعمال ولمست إقبالاً على العمل؛ فهنا بحث من الأسر لما يكتبه الكاتب السعودي نظراً لثقة الآباء بما يكتب في الداخل. وأضاف: (من الضروري توضيح ما يكتب للطفل من خلال التنظير. أما المؤتمر الذي تعقده وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية فهي مشكورة على هذه اللفتة، وأتمنى أن يكون هناك توجه حتى تكون معبرة ومفيدة وتعبر عن أهمية الطفل في حياتنا، حتى لو بأيام في العام. أقول لهذا المؤتمر عليه أن يحرص على دعم الأدباء وكتاب الطفل، وأتمنى استمرارية مثل هذا المهرجان بتوفير الدعم المادي للمختصين، ودعم ثقافة الطفل؛ ليكون هناك إنتاج في المقابل، ولتضافر الجهود لما يقدم للطفل وتقييم التجربة لكي نحكم من خلال ما يقدم من عطاء.

وتقول الكاتبة رباب النمر: يأتي مهرجان يوم الطفل العالمي الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، داعماً لثقافة الطفل بما يقيمه من أنشطة تهدف في المقام الأول إلى إنشاء جيل مثقف من الأطفال. ومن هذه الأنشطة والجهود التي تبذلها الوزارة في هذا الصدد الاهتمام بمسرح الطفل، وتقديم عرض أوبريت للأطفال. وقد شجعت الوزارة على تأسيس سينما للطفل، وقامت بطباعة دليل كُتاب الأطفال.

الطفل ابن اليوم، ثروة الغد، وعنوان المستقبل. تتكئ عليه مصائر الحضارات؛ فهو رجل المستقبل وصانع الأمجاد المقبلة. وتعد مرحلة الطفولة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان، حيث يبدأ بناء شخصية الطفل، وتشكيل ثقافته، وتكوين وعيه وأنماطه السلوكية، وعاداته وتقاليده؛ فالطفل في هذه السن يكون مادة طيّعة مرنة في يد المربي قابلة للتشكل، وهو شديد التأثر كالأرض البكر ترتوي بما يطرح فيها من ماء، وما يُدفن في أحشائها من بذور؛ فتنتج وتثمر وتكون عنصراً فاعلاً في المستقبل.

ولهذا فإن تثقيف الإنسان يبدأ في أولى مراحل الطفولة، إن لم يبدأ وهو جنين في بطن أمه، حين تنضج قواه السمعية في شهره الرابع من الحمل؛ فيكون مؤهلاً لتلقي ما يصله من أصوات؛ فتؤثر في بنائه النفسي والروحي مستقبلاً.

ويُشكّل الأطفال شريحة عريضة من كل مجتمع؛ لذا ينبغي على الدول والمؤسسات الثقافية الاهتمام بتثقيف الطفل كجزء من خططها التنموية، واهتماماتها الحضارية؛ لكي تستطيع مواكبة العصر. يقول أفلاطون: (لا يمكن إصلاح مدينة بصغار أفسدهم كبارهم).

وقد اهتم الدين الإسلامي بتثقيف الطفل؛ لأن الطفولة تُشكل المنطقة الجيولوجية الأعمق في نسيج الوجود الإنساني؛ فأكد على إنتاج الولد الصالح، ووجه الآباء إلى حسن تأديب الأبناء منذ الصغر، جاعلاً منهما المسؤول الأول عن التربية، ولم يلغ دور المجتمع.

ويعد تثقيف الطفل من أهم المعايير التي يُقاس بها تقدم المجتمع؛ لأن إعداد طفل يعني إعداد أمة بكل ما فيه من تحديات حضارية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد