Al Jazirah NewsPaper Sunday  23/11/2008 G Issue 13205
الأحد 25 ذو القعدة 1429   العدد  13205
المنشود
وزارة الصحة وقرارات معطلة!!
رقية سليمان الهويريني

أصدرت وزارة الصحة قراراً يقضي بتخفيض أسعار بعض الأدوية المستوردة، والحد من ارتفاع بعض أسعار الأدوية المحلية. ومن الدقة والمبالغة في الأمر أن اليوم المحدد لتنفيذ القرار كان يوم (جمعة)!

وقد صدر هذا الخبر في الصفحة الأولى من جريدة الجزيرة وبالخط الأحمر. فتنفس الجميع الصعداء، ودعوا للحكومة بالتمكين، ولوزير الصحة بالعافية، ولجريدة الجزيرة التي نشرت الخبر بالتطور وسعة الانتشار!

والمفاجأة أنني حين ذهبت للصيدلية لشراء الدواء الذي اعتدت على شرائه وجدت أن سعره لم يتغير! فاستخدمت الفطنة مع الصيدلي فقلت له: أريد دواءً جديداً مما جرى تخفيضه، إلا أن الصيدلي قال بتهكم: (ياعم، وأنتم بتسدؤوا الكلام ده؟) فشعرت أن الرجل يسخر مني أو بالقرار! فقلت في نفسي (إيه هيِّن، سآخذ هذه العبوة الآن والمرة القادمة سأشتري عبوة مدعومة من الحكومة بحسب قرار التخفيض من لدن الوزارة).

ومنذ ذلك الحين لم أذهب لتلك الصيدلية لحرجي ممن سخر مني، الذي ربما نسي أنني قد طلبت عبوة مخفضة من كثرة المترددين والمتسائلين ولا أدري هل استمر يمارس سخريته بهم، أم قد استبدلها بالشفقة عليهم؟!

ومنذ سالفة تخفيض الأدوية المزعومة ووزارة الصحة تترنح في مشاكل، لها أول وليس لها آخر! فمن سرقة الأطفال من الحضانات وحتى رفض استقبال المرضى وطردهم، إلى مهزلة التشجيع على الولادة المنزلية! وصولاً إلى مآسي الأخطاء الطبية التي لم تنته بعد! حتى أصبح الذهاب للمستشفى نوعاً من الفداء أو القتال غير محمود العواقب! ولعل بعض تلك المشاكل والانتكاسات التي تتعرض لها الوزارة بل تغرق بها ما هي إلا نتيجة (دعاء) المرضى الضعفاء المعدمين الذين لا يجدون سريراً شاغراً ويموتون على عتبات المستشفيات، ناهيك عن شرائهم الأدوية بأسعار خيالية! وما كنت لديهم وهم يوصون السياح المسافرين لمصر والأردن بجلب بعض الأدوية معهم وبكميات كبيرة.

وبرغم الدعم الحكومي، فإن قرارات التخفيض لم يجر العمل بها أو تجاهلها التجار بحجة بطء الإجراءات، وهي إذاً لا تخرج عن أمرين؛ أحدهما التفريط في الأمانة التي أوكلتها الدولة للمسؤولين ممن نالوا ثقتها، وثانيهما التخلي عن المسؤولية التي أنيطت بهم ورضوا بها. بينما حالة من القنوط واليأس تحكم قبضتها على رقاب بعض المواطنين المحتاجين حتى لتكاد تزعزع الثقة في القرارات الحكومية وتسيطر على عقول جميع المواطنين إلى أن أوشكت تتحول لفجوة بين المواطن والدولة! وهذه إن لم يردمها الوزراء والمسؤولون بسرعة من خلال تنفيذ القرارات السامية ومتابعتها فإننا مقبلون على حالة من التوتر والإحباط، وإن لم يفعلوا فهم مفرطون ومقصرون ومحاسبون!!

حكمة المنشود

يسخر من الجروح مَن لا يعرف الألم

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد