عندما نفكر بخدمة الوطن في المجال الرياضي تتجه أفكارنا مباشرة إلى المنتخب، فنحن نريد منتخبنا السعودي في القمة دائماً، ولكن هناك أمور يجب العمل بها لتطوير المنتخب السعودي وجعله في القمة دائماً كما نريد، ولكن كيف يتم تطوير المنتخب؟ سؤال يدور في خلد كل رياضي، ولكن تطوير المنتخب ليس بالعمل اليسير والذي تظهر نتائجه خلال أيام، بل هو يحتاج إلى العمل الجاد ووضع الخطط المستقبلية لكي تظهر نتائج تطوير المنتخب ولو بعد سنوات.
باعتقادي هناك أمور يجب الأخذ بها ليتطور منتخبنا ولتتطور الرياضة السعودية:
أولاً: أن يلعب المنتخب السعودي مباريات ودية مع منتخبات قوية مثل المنتخبات الأوروبية ومنتخبات أمريكا الجنوبية وعدم الخوف من النتائج الكبيرة، لأنه باعتقادي لا توجد هناك نتيجة أكبر من ثمانية ألمانيا!
ثانياً: المشاركة في بطولة كوبا أمريكا كما فعلت اليابان لكي يشعر اللاعبون بالجدية وأن الأنظار متجهة نحوهم ولعزلهم أيضاً عن أجواء المباريات الودية.
ثالثاً: إقامة معسكرات ليست بالطويلة المملة للاعبين وليست بالقصيرة، أي متوسطة الطول لكي تحقق الاستقرار في العناصر.
رابعاً: الحرص على الفئات السنية واختيار أفضل المدربين لهم لكي يقوموا بإعدادهم الإعداد الأمثل فهم سيكونون منتخب المستقبل.
خامساً: معالجة مشاكل الدوري من تأجيل وتوقفات لكي يصبح الدوري أقوى مما هو عليه فعندما يكون الدوري قوياً يعود مردود ذلك على المنتخب.
سادساً: مناقشة مدرب المنتخب عند أي خطأ يرتكبه ولا نقابل أخطاءه بالإقالة مباشرة! فلقد خسرت إيطاليا من هولندا في يورو 2008 بالثلاثة وخسرت فرنسا أيضاً من نفس الفريق برباعية ولم يقيلوا مدربيهما مباشرة وفي منتصف البطولة!
سابعاً: وهو الأهم بالنسبة لي عدم احتراف أي لاعب سعودي خارج المملكة، وأعتقد أن سبب ذلك يندرج تحت ثلاثة أمور:
1- تمسك إدارات الأندية وأعضاء شرفها بنجومها وعدم التفريط فيهم إلا إذا كان بمبلغ مادي ضخم خوفاً على مصلحة الفريق، وهذا من حقهم ولكن الوطن أحق من الفريق.
2- عدم سمسرة اللاعبين بالشكل المطلوب من قِبل وكلاء أعمال اللاعبين.
3- عدم قناعة اللاعب السعودي باللعب لأندية أوروبية صغيرة، بل يريد مباشرة أن يلعب لفريق كبير وهذا مستحيل!
هذه الثلاثة الأسباب باعتقادي هي التي منعت من احتراف اللاعب السعودي.
ومن المفارقات الطريفة بخصوص احتراف اللاعبين السعوديين ذكرت إحصائية بعد كأس العالم 2006 أن المنتخبين الوحيدين اللذين شاركا في كأس العالم 2006 وكان لاعبوهما غير محترفين خارج بلديهما هما المنتخب السعودي والمنتخب الإيطالي (بطل العالم)!
ختاماً لا يسعني إلا أن أدعو الله بأن يوفّق المنتخب السعودي وأن يجعل الرياضة السعودية في القمة دائماً.
هشام الجطيل – الرياض