قبل قرابة نصف قرن وتحديداً في عام 1959م اعتمدت الجمعية العامة في منظمة الأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل، من أجل حماية أطفال العالم من شتى أنواع الاعتداءات التي يتعرضون لها والآلام التي يعانون منها بسبب العنف والفقر والجهل وسوء التغذية والمرض وغيرها من الآفات.

كما جعلت هذا اليوم الموافق للعشرين من نوفمبر مناسبة دولية للاحتفال بالطفل، ومع ذلك فإن الإنجازات الدولية لحماية الأطفال في العالم لا ترقى إلى مستوى الطموحات المعبر عنها في المؤتمرات والمنظمات الدولية.

وعلى سبيل المثال، بدأت دول العالم الألفية الجديدة بخطة دولية طموحة تتلخص في تحقيق ثمانية أهداف إنمائية للفترة من عام 2000م إلى 2015م، ستة منها تتعلق بالأطفال، ومع ذلك فإن الواقع اليوم لا يتوافق مع طموحات الأمس على الرغم من مرور نصف المدة.

فلو سلطنا الضوء على الهدف الرابع من الأهداف الإنمائية الثمانية والذي ينادي بالحد من وفيات الأطفال بمقدار الثلثين بحلول 2015م، قياسا بما كان عليه الوضع في عام 1990م، لوجدنا أن أمامنا الكثير والكثير لنعمله!. ولتوضيح هذه النقطة نقول إنه في عام 1990م مات ثلاثة عشر مليون طفل دون سن الخامسة.

والهدف الإنمائي الرابع يسعى إلى تقليص هذا الرقم إلى ما بين أربعة وخمسة ملايين حالة وفاة بحلول 2015م، لكن الأرقام وحسب آخر إحصائية تقول إن الوفيات بلغت قرابة عشر مليون في السنة الواحدة، وهذا يعني أننا ما زلنا على مسافة ليست بالقصيرة نحو بلوغ الهدف.

وجدير بالذكر أن نصف هذه الوفيات هي بسبب سوء التغذية، وهذا يعني أن ثمة قصور دولي كبير لإنقاذ الأطفال الجوعى، بسبب انشغال الدول الكبرى بالصراعات والحروب التي لا تنتهي، بل وتقتل مزيدا من الأطفال كما نسمع عنهم في أفغانستان والعراق. ما سبق ذكره يتعلق فقط بالأطفال الأبرياء الذي ماتوا، أما الذين استطاعوا البقاء على قيد الحياة فإنهم يموتون دون أن تزهق أرواحهم!.

إذ تشير منظمة العمل الدولية إلى أنه في عام 2004م اضطر 218 مليون طفل للعمل، بينهم 126مليونا يعملون في أعمال خطرة في حين أن أطفال الشوارع يزيد عددهم على 120 مليون طفل منهم 10 ملايين طفل عربي!.

وأمام هذه الأرقام الموجعة ليس للمحتفلين باليوم العالمي للطفل إلا أن يحفظوها عن ظهر قلب فلربما يصحو الضمير!.