يصدمك الشارع وهو يضم مجموعة من الأطفال حفاة شبه عراة يمدون بضاعتهم المزجاة إليك، وما يحزن القلب أننا نشاهد بعضهم في الفترة الصباحية في وقت يفترض أن يكونوا داخل المدرسة، وهذا الأمر يلقي بثقله علينا كباحثين وتربويين لتتبع هذه الطفولة والحد من ضياعها، ومحاولة دراسة أوضاعهم ومساعدتهم وفق الإمكانيات المتاحة، ومن هنا يأتي الطابع الاستعجالي للتصدي لهذه المشكلة على أجيالنا وفق مقاربة شمولية ذات بعدين وقائي وعلاجي، وتتجلى الحلول من خلال تطوير أساليب وبرامج وسياسات فاعلة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع مثل وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية، وأي حل لا تتكامل وتتكاتف فيه كافة مؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية يعتبر حلاً ناقصاً.
ومع أن هناك محاولات كثيرة بذلت من كل جانب إلا أننا -وبحق- مع مطلع كل يوم مشرق نرى طفلاً جديداً وقد انضم إلى قافلة أطفال في الشوارع مع مواجهة مصير مجهول مؤطد بكافة أشكال الاستغلال والانحراف، الأمر الذي يتطلب أن نكون صريحين مع مؤسساتنا بأننا لا نزال في بداية الطريق نحو مكافحة المشكلة. فهل ننتظر مكتوفي الأيدي حتى تنتهك طفولتهم!! فهم مأساة الحاضر وكارثة المستقبل؟.
أخصائية اجتماعية
wafa-n-alajami@hotmail.com