تحقيق الأمن والاستقرار من المسؤوليات والمهام التي لا يتصدى لها إلا الأقوياء والحكماء، ومن حباهم الله الفكر والصبر والقدرة على مواكبة مختلف الظروف، والتعامل مع شتى المراحل ومختلف المستجدات، وبما يناسبها من أدوات ووسائل تسهم في بسط الأمن، وتجاوز المحن وجعل الطمأنينة والأمان سمات دائمة للإنسان والوطن.
صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، أحد القلائل الذين حباهم الله سمات وميزات، ووهبهم قدرات ذاتية وفكرية لصناعة الأمن والاستقرار في بلد بحجم المملكة العربية السعودية، بما فيها من مزيج من العمالة التي تنتمي إلى عشرات الدول واللغات والثقافات، فضلاً عن مئات الآلاف من الحجاج والمعتمرين الذين يحتاجون- في غالبيتهم- إلى التوعية والتوجيه والإرشاد.
ومنذ توليه مسؤولية الأمن في البلاد من خلال منصبه كوزير داخلية، وكرجل أمن أول في المملكة استطاع سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز أن يضرب مثالاً حياً في الأمن والاستقرار، حتى صارت المملكة مضرباً للأمثال في تحقيق الأمن من بين كافة دول العالم، رغم ما تشهده من تجمعات مليونية لضيوف الرحمن من خلال العمرة والحج والزيارة، وكذلك السياحة.
وعند دخول العالم موجة الإرهاب الدولي الذي ما زالت تعاني منه دول عديدة، وقد فوجئت بالإرهاب الكثير من دول العالم؛ وتأثرت به المملكة كجزء مهم من المنظومة العالمية، تصدت وزارة الداخلية السعودية، وكافة أجهزتها للظاهرة بوعي وبصيرة وقوة وحزم.. وزاوجت سياسة الدولة الأمنية في تصديها لأخطر ظاهرة اجتاحت العالم ما بينم الحكمة والقوة.. والتبصير والحزم والعزم، وأنذرت أنصار الأفكار الضالة والمغرر بهم وأمهلتهم لمراجعة مواقفهم والتراجع عن البغي والعدوان ولما انقضى الحيّز الزمني للمهلة والاستتابة وفرصة الرجوع إلى الحق.. ضربت وزارة الداخلية بكافة أجهزتها بيد من حديد، وتصدت لأتباع الفكر المنحرف بقوة وشدة، وخاضت معهم معارك انحازت فيها للوطن وللأمن والاستقرار وللمواطن والمقيم والحاج والزائر والمعتمر، وكان النصر بإذن الله وبفضله للحق والهزيمة والخزي والعار لأنصار الباطل وأتباع التكفير!.
كانت أعين وزارة الداخلية مفتوحة ومتيقظة، وكانت عينا (نايف) على درجة عالية من اليقظة والحذر والتقرب، عين تحرس وتحصّن.. وعين تلاحق وتطارد وتكتشف وتصد..!! صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله).
لقد أثبتت التجارب والظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد -ضمن الموجة التي اجتاحت العالم- أن الأمير نايف رجل فريد في قدرته على تولي المسؤولية وإنجاز المهام والعبور بها بسلام وأمان في أحلك الظروف، وفي ظل الأوضاع العالمية المعقدة وارتباطات الإرهاب الدولية والمعادلات المختلة عالمياً، والحدود المفتوحة على كثير من الدول، وما يترتب على ذلك من تسلل عبر الحدود لعناصر إرهابية أو سائبة، وتسلل عكسي أملته هستريا وهوس الحروب الإقليمية التي أصبحت حاضنة ومستقطبة للإرهابيين من مشارق الأرض ومغاربها.
استطاع حنكة الأمير نايف عبر الأجهزة المختلفة التابعة لوزارة الداخلية أن تكافح الإرهاب داخلياً وتبطل مفعول صناعته وتصديره، وتجفف منابعه وتجعل المنتمين له يدخلون في جحور كجحور النمل لا يخرجهم الصيف ولا الشتاء.. تم القضاء على مختلف الأحداث التي وقعت في عدد من المناطق.. وكذا مواجهة الوقائع التي تنتج بشكل غير متعمد.. من حرائق أو انفجارات أو انهيار مبان أو غيرها.. وبعض المحاولات لاستغلال موسم الحج لنشر بذرة الإرهاب وسمومه الفاسدة القاتلة.
اعتمدت سياسة الأمير نايف في وزارة الداخلية وعوّلت على الدور الإعلامي الذي كان حاضراً وشريكاً في المعارك ضد عناصر الظلام المقهورة، وكانت وزارة الداخلية شفافة في الكشف عن حقائق وتمليكها لوسائل الإعلام لإيصالها للرأي العام في الداخل والخارج، وهذا النهج كان له الدور المؤثر في إنجاز المهام الأمنية، وفي وقوف المواطنين مع أجهزة الأمن في خندق واحد حتى تم دحر الضلاليين.
كانت تلك بعض ملامح اليد القوية التي تضرب على أيدي الإرهابيين بلا هوادة.. لكن للأمير نايف يداً بيضاء حانية تقطر حباً وعطفاً ورِقّةً.. وهي يد موصولة بالقلب الرحيم الذي يحن ويعطف ويرق على الأيتام والفقراء وذوي الحاجات والاحتياجات الخاصة.
لقد امتدت تلك اليد الحانية لأبناء شهداء الواجب الذين وجدوا سموه أباً حنوناً، وفر لهم دفء الأبوة وحنانها وأنساهم الفقد واليتم والعوز والحاجة، وجعلهم يعيشون في كنف الوطن شرفاء كرماء أعزاء يتمتعون بكل ما يحتاجونه في حياتهم المعيشية والتعليمية والصحية والوظيفية والاستقرار في السكن، وحتى في الزواج وغيره من متطلبات الحياة.
زار الأمير نايف العديد من أبناء شهداء الواجب، في مشهد يعكس رقة قلبه وحنوه على هذه الفئة العزيزة على الجميع، وظل مكتب سموه مفتوحاً أمام أبناء الشهداء وذويهم، وكذلك مكتب مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، الذي تولى ترجمة مشاعر الأمير نايف وتنفيذ توجيهات سموه لخدمة أبناء الشهداء والوقوف بجانبهم بأبوة حانية ويد بيضاء تفيض محبة وحناناً وعطفاً.
وتبرز جوانب الرحمة والحكمة حتى تجاه الذين وجهوا النيران تجاه قوات الأمن ورجالها البواسل، والذين عقوا الوطن وحاولوا تعريض أهله والمقيمين فيه للخطر، وحاولوا تعريض المنشآت الوطنية الخاصة والعامة للدمار.
رغم تعريض أمن الوطن للخطر، واستشهاد وجرح عدد من الرجال الأمن في مواجهات مع الإرهابيين.. إلا أن وزارة الداخلية ترجمت حكمة القيادة الرشيدة في بسط العدل، وتقديم هؤلاء الإرهابيين إلى محاكمات عادلة فقامت الوزارة بوضع كل الترتيبات الأمنية وبما يكفل إجراء المحاكمات في أجواء آمنة يتوفر فيها مناخ العدل والإنصاف.
هناك العديد من الصور التي تحمل دلالات من الرقة والحنو في تعامل وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، فهو يضع لمسات تعكس رؤيته الثاقبة وتحديقه في المستقبل بتركيز.. وليس أدل على ذلك من جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية التي تهدف إلى اقتراب الناس من السنة المطهرة والالتزام بمضامينها والاهتداء بنورها الشريف؛ وكذلك تهدف إلى تنشئة جيل متأس بالسنة بعيد عن الغلو والتطرف والعنف والإرهاب..
فهذه اللفتة تضاف إلى دلالات سعي سموه إلى سيادة المحبة، ونهج التسامح، وحب الخير للناس، والبعد عن كل ما يعكر صفو الحياة للآمنين.
جزى الله سموه عن الوطن وأبنائه خير الجزاء، وحفظ بلادنا من كل مكروه في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده المين (حفظهما الله) وأدام نعمة الأمن والاستقرار، والحنو على الضعفاء والأيتام.. فهي من دلالات الخير ودوام النعم.