لاشك أن للشهيد مكانة متميزة عند الله والناس، فليس هناك أكرم من شخص ضحى بحياته في سبيل قيمة تربى ونشأ عليها، ولا يضم الكون من يستحق التكريم أكثر من مثل هذا الإنسان الذي هانت عليه نفسه مقابل الانتماء والولاء لبلده ووطنه. لذلك ليس مستغربًا هذا الاحتفاء بالشهداء في منطقة القصيم، باعتبارها المنطقة التي ضحت بالعدد الأكبر من الشهداء في مواجهة بعض الذين أُديرت رؤوسهم وانحرفوا عن جادة الصواب.
ففي هذه الأيام تشهد منطقتنا الغالية احتفاء من نوع خاص بهؤلاء الشهداء تثمينًا للقيمة التي ضحوا من أجلها، وإعلاءً لشأنهم وتخليدًا لذكراهم العطرة. ومن الجميل أن تقام تلك الاحتفالية - التي تم اختيار اسم معبر لها (وطن يكرم شهيداً) - تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت سلطان بن عبد العزيز (حرم مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية)، وبجهد واضح من صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود (حرم أمير منطقة القصيم) رئيسة اللجنة النسائية لرعاية أسر الشهداء بالقصيم.
وأود الإشارة إلى أن الوطن - بالفعل - يكرم شهداءه، وهو أمر ليس بالكثير مقابل الدور الذي قاموا به في حماية وطنهم من الاضطرابات والوقوف إلى جوار مواطنيهم دعمًا وتأييدًا ومؤازرة، وإذا كان البعض يعتقد أن هذا الاحتفال رداً للجميل فأرى أن جميلهم لا يرد، وإذا ظن آخرون أننا قمنا بدورنا نحو شهدائنا بهذا الاحتفاء فهو أمر ليس صحيحًا؛ لأن تضحيتهم لا تقارن. ولا أرى بديلا عن التأكيد أن احتفاءنا بشهدائنا البررة نوع من إعلاء قيمة التضحية وتعظيم فضيلة الانتماء.
إن منطقة القصيم حين تحتفل بشهدائها إنما ترفع لهم أسمى آيات الاحترام، وتؤكد أن الوفاء هو المقابل الطبيعي لما بذله هؤلاء الشهداء من تضحية وفداء، كما أن رعايتنا لأبنائهم فرض عين، فإن كانت أرواحهم أُزهقت في سبيل أمننا فليس أقل من أن نحفظ أبناءهم ونرعاهم، وأن نسهم جميعًا في أن يكونوا أبناء صالحين يحبون أوطانهم ويسيرون على منوال آبائهم.
ولا يفوتني التنويه إلى أن واحدًا من العوامل المهمة في تفعيل هذه الروح التي تسري في أوصال منطقة القصيم نحو شهدائها الكرام يرجع إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير المنطقة ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز لا يدخران جهدًا في دعم كل نشاط يعبر عن الوفاء والاعتزاز بكل من خدم هذا الوطن من أبناء المنطقة سواء يعيش بيننا أو اختاره الله تعالى ليسبقنا إلى دار الوفاء الأعظم.
الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بالقصيم