لقاءٌ بلا موعد.. وزمنٌ انتهى لحظة ابتدأ.. والساعة بدون عقارب لأنها توقفت مع زمنها المقتول قهراً.. والمرايا تتعذب فيها الملامح كلما نَظَرَتْ.. تتحول جغرافية الوجوه إلى صرخاتٍ بلا وعي.. تختفي لغة الكلام ألف حينٍ موؤود.. وتعود مزمجرةً حين تعاودها ذكرى حدثٍ أليم.
أأُسْدل ستاراً من النسيان المفتعل على زمنٍ ضائع بلا هوية؟!!
من يمد لي إحساسه ويحضن جروحي ويبكي شعوري؟؟ ثم يقدم لي منديلاً لأمسح به بقايا حنينٍ مسروق؟ ومنديلاً آخر لأمسح به قطراتٍ متبقيةً من أمسٍ كان؟؟
من يخلع سترةً قديمةً ويعري الإحساس؟؟
من يدمع دمعةً تجرح حياته ويقول: أيتها العيون ابكيني أزمنةً لا وجود لها.. وضميني أحلاماً وأطيافاً شاردةً؟؟!!
الزمن مقيد.. والقيود معقودةٌ دهراً.. وكل عقدةٍ استفهام مستبد.. وكل استفهام حيرة.. والحيرة ضحكة مجنونة.. ثيابها مرقعة.. لم تجد من يخيط لها ثياباً جديدة، فبقيت بثيابها القديمة.. وعندما جارت عليها الدنيا رقعت تلك الثياب لتستر ما بدا منها.. وتبقى متخفية برقع ملونة.. لا أحد يُسائلها، أو يطالعها.. لكنها هي تُسائل نفسها.. تُطالع وجهاً للحياة المتلاشية..
وتبدأ خيوط ترقيعها تَبْلى شيئاً فشيئاً إلى أن تتلاشى فتنتهي.. ويتجلى ما تحت تلك الرقع، وينكشف المستور..
من يخيط ثوباً جديداً بلون الربيع وبهجة الفرح وفتنة الخيال؟
أنا سأخيط ثوباً لا مثيل له من الإحساس الدافئ.. الإحساس الصادق الذي لا تُبليه مرارة الحياة.. أخيطه بقطراتٍ من دمي..
إحساس بالحب العذب.. لا تجور عليه الحياة أو قسوتها أو استهتار البشر.
أنا سأخيط ثوباً من الأحلام الوردية.. بخيوط الشمس العسجدية..وأُلْبِسْهُ بهجة الأيام لحظة ميلاد الحب والوفاء ، لحظة الميلاد التي يختارها قلبي.. ويضمها إحساسي.. لحظة ميلاد شعوري الذي ما زال في مرحلة تكوينه.
فهذه اللحظة ميلادٌ لن يتكرر في حياتي.. ولن أسمح لأحد أن يسرقه مني أو يجني عليه.. لكني سأبقيه طفلاً أرعاه بحبي الذي لا حدود له.
نوال طالع