ما باله يرنو إلى فنجانه؟ |
وحروفه موؤودة بلسانه |
الحزنُ يعبثُ بالمسافة بيننا |
والصمتُ منكسرٌ بطرقِ بنانه |
جرح السكون بما يبث زفيرُه |
مِن حرقةٍ سالت على أشجانهِ |
مستغرقٌ في نظرةٍ لا تنثني |
إلا بدمع فاض من أجفانه |
أو هكذا يعدو حصانُ تلهّفي |
ويتيهُ في الأوهامِ خطوُ حصانه |
ما بالهُ وكأنني لا أزدهي |
سِحراً تمرّد في فتىِِّ زمانه |
انظر إلى شعري الطليق ألا ترى |
أسراب ليل جن في جريانه |
انظر إليّ لكي ترى في مقلتي |
جمر الحنين يمور في غليانه |
صمتت وغاب فؤادها في نظرة |
للمقعد الخلفي قرب مكانه! |
حيث الفتاة المترفات عيونها |
بالذكريات تعود ملء كيانه |
هي حبه الغافي الذي بعث الهوى |
وأعاد لفح الوجد من أكفانه |
أعلمت يا حسناء سر ذهوله؟ |
أفهمت وأد الورد قبل أوانه؟ |
طعن الغناء بقلبها وتعثرت |
معزوفة الأعراس فوق كمانه |
يا للقاء مضرج بنحيبه |
والحب منتحب على جثمانه |
زكي الجبران – الأحساء |
|