يحتفظ بعض الناس بكم هائل من الوثائق في مكتبته الخاصة، من هؤلاء من لا يستطيع نشر هذه الوثائق لأسباب علمية إما أن تكون هذه الوثائق آلت إليه من والده أو جده، وبالتالي لا يستطيع أن يتعامل معها أو نشرها لعدم وجود آلات التعامل مع الوثائق لديه فتكون هذه الوثائق حبيسة الأدراج، وقد يوفق الله هذا الشخص للتواصل مع باحث قادر على نشر هذه الوثائق فيتفقان على آلية لنشر هذه الوثائق فتكون المحصلة النهائية نفع المجتمع والناس.
ومن ملاك الوثائق أشخاص يتمتعون بالعلم والمعرفة والقدرة على التعامل مع الوثائق إلا أنهم يصرون على أن لا ينشر وثائقهم أحد سواهم مهما كثرت هذه الوثائق أو تعددت موضوعاتها، ولا يمكنون جهات عامة أو خاصة أو أفرادا من الاطلاع عليها وحين يسألون عن ذلك يقولون هي في طريقها للنشر(!).
وإن كنا نلتمس لهم عذرا في أن صاحب الوثيقة (قد) يكون هو الأولى بنشرها في حالات إلا أن هذا المنهج قد يكون سببا في عدم خروج مئات الوثائق إلى النور لأن أصحابها وملاكها ليس لديهم الوقت الكافي لنشرها.
البعض يصف بعض ملاك الوثائق النادرة والثمينة بالرجل البخيل الذي يرى الناس الذين هم أقل منه مالا يتصدقون وينفقون ويستأثرون بالأجر وحسن الذكر في حين هو يتحسر مرات ومرات حين يراهم يأخذون هذا الموقع وهم أقل منه بمراحل لكن لشح نفسه لا يستطيع أن يكون مثلهم(!) مع أنه يمتلك أكثر منهم وأكثر نفعا، فهؤلاء يعملون وينشرون وهذا لم يقدم شيئا ولم ينشر وثيقة فهو من حسرة إلى حسرات.
وبعض ملاك الوثائق وللأسف لا يقتصر سوء سلوكه مع الوثائق من عدم نشرها بل يأخذ موقفا سلبيا ممن ينشر الوثائق أو يدعو إلى نشرها وكأنه يرتكب جريمة اجتماعية.
الوثيقة تبقى في محصلتها النهائية معلومة، والمعلومة يجب أن ترحل إلى مستحقها وهو الباحث، وأنا أدعو هنا كل من جمع وثائق إلى التفاعل مع مجتمعه وتزويدهم بالوثائق التي لا توجد محاذير من نشرها.
وفي تقديري أن أضعف الإيمان هو نشر الوثيقة أو تصويرها لمن يستفيد منها، وإن كان بعضهم كما نشاهد يحرص على أن لا يتجاوز الآخرون حقه الأدبي فلينشر بنفسه هذه الوثائق على طريقة التصوير بالماسح الضوئي دون تعليق أو أي إضافة ويجمعها في كتاب ويتفاعل معها الباحثون بطرقهم مع بقاء حقه الأدبي ونسبة الفضل إليه.
للتواصل :
فاكس / 2092858
Tyty88@gawab.com