أن تتبوأ المملكة مكانها من بين عشرين دولة تبحث عن أفضل السبل لانتشال البشرية من أزمتها المالية، فهذا تأكيد جديد وآخر على المكانة الدولية المرموقة للمملكة، بفضل السياسة الحكيمة لقيادتها التي تتابعت في قيادة هذه الدولة منذ إقامتها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله، إذ كانت الحكمة ولا تزال والاعتدال ديدن ونهج قيادات المملكة التي لصوتها ولرأيها مكانة مسموعة ومقدرة من كل القوى الدولية في المجالات السياسية والاقتصادية. فالرياض كانت ولا تزال هدفاً ومسعى لقادة وحكماء العالم لسماع صوت الحكمة والاعتدال التي عُرفت بها قيادات المملكة.
وإذا كان الرجال والحكماء لا يُعرفون إلا في الشدائد، فإن قيادات الدول لا تظهر أهميتها وحكمتها وحسن إدارتها إلا في الأزمات. والمشاركة الحالية للمملكة ممثلة بقائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة العشرين لمعالجة الأزمة المالية ليست هي الأولى، وطبعاً لن تكون الأخيرة في سجل مساهمات المملكة وسعيها الدؤوب في المشاركة بحل ومعالجة الأزمات الدولية. سِجل زاخر بالإسهمات الإيجابية. ولعل تأثير المملكة في صياغة سياسة ونهج معتدل في التعامل مع موضوع الطاقة وتوفير إمدادات النفط لكل دول العالم يظهر الأهمية والمكانة التي تحظى بها المملكة وإسهاماتها في تعزيز واستقرار الاقتصاد العالمي دفاعاً عن السلام والأمن العالميين.
وكما حقتت السياسية الخارجية السعودية أروع نجاحاتها في مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الأديان،والتي تجاوزت حدود وأطر الإنجازات السياسية التقليدية إلى أفق ومجالات الإنسانية جمعاء،ها هي أيضاً تشارك بثقلها المعتاد في قمة العشرين من أجل حلحلة الأزمة الاقتصادية العالمية وتفكيك مكوناتها عبر عقلانية القرار واعتدال المشاركة والإحساس بالمسئولية الجماعية.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244