خطة هيئة دوري المحترفين السعودي التي أعلنها سمو الأمير نواف بن فيصل مساء الأربعاء الماضي تعد وثيقة تاريخية، وتطبيقها سوف يكون منعطفاً مهماً في مسيرة كرتنا السعودية، وسوف يضعها في مسار التطور الحقيقي الذي سيجعلها أكثر قربا إلى الكرة العالمية، ومثلما قال سموه فإن دوري المحترفين السعودي سوف يكون ضمن أفضل 20 دوري في العالم عام 2013م.
وبالتأكيد فإن الخطة التي أعلنها سموه ليست هي عصا موسى التي ستنقل الدوري لمصاف العشرين دوري الأفضل في العالم.
ذلك أن خطة المحترفين الأخيرة سبقها تاريخ طويل حافل بالعمل المضني والجبار المبني على أسس قوية وثابتة وعلى وعي ورؤية بعيدة المدى أرسى دعائمها رائد الرياضة السعودية الأول الراحل سمو الأمير فيصل بن فهد رحمه الله قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاماً وتعاهدها سموه ورعاها منذ أن كانت بذرة صغيرة إلى أن كبرت ونمت وتعمقت جذورها في الأرض، وامتدت فروعها تطاول عنان السماء وأصبحت شجرة عملاقة وارفة تتفيأ أنديتنا ظلالها وتنعم بخيراتها التي تتساقط عليها ثماراً جنية.
لقد وضع الراحل كرتنا السعودية على قمة الكرة الخليجية والعربية والآسيوية وأوصلها للعالمية.
ومن باب الأمانة التاريخية والوفاء لذلك الرجل النادر والذي قل أن يجود الزمان بأمثاله أن نذكر تلك القواعد والأسس التي أرساها - رحمه الله - والبناء الذي شيده.
وأن نؤكد على أن مسيرتنا الرياضية ما هي إلا حلقات متصلة لو لم تكن بداياتها قوية ومتينة لانفصلت وتبعثرت وتلاشت، ولأصبحنا بعد كل خطوة للأمام نعود للوراء إلى حيث نقطة البداية.
وإذا كان الوطن قد فقد أمير شبابه ورجل رياضته الأول وصانع نهضته الكروية فإنه لم يفقد امتداده الروحي والعقلي والفكري، فها هي مسيرة الخمسة وثلاثين عاماً الزاهية تتواصل عبر الابن البار سمو الأمير نواف بن فيصل لتكون أكثر زهاء وبهاء وألقاً ولتحقق مزيداً من القفزات الرائعة التي ستجعل كرتنا السعودية بعد خمس سنوات ضمن أفضل عشرين كرة في العالم.
لقد كان الدوري السعودي ومازال هو الأقوى والأفضل عربيا، وهو أكثر دوري يحظى بمتابعة إعلامية وجماهيرية حتى من خارج حدود الوطن، وقد حان الوقت ليدخل إلى مصاف الأوائل عالميا، وهذا بإذن الله ما سيحدث بفكر وهمة وحماس أمير الشباب نواف بن فيصل وبخبرة وحكمة ورؤية سلطان الرياضة والشباب الأمير سلطان بن فهد.
