يمر العالم بأجمعه بأزمة اقتصادية خانقة ومؤثرة تضررت منها كافة الدول بدون استثناء (الغنية والفقيرة)، والكثير من رجال الاقتصاد والمال متفقون على أن تبعات هذه الأزمة قد تكون طويلة وقد تستمر لفترة من الزمن، لا أحد يعلم متى ستنتهي، بل إن أسوأ المتشائمين لم يكن يتوقع حدوث ولا جزء يسير مما حدث. في السابق درسنا في علم الاقتصاد والتسويق أن العالم سيصبح قرية صغيرة فما يحدث في الشمال سيصل للجنوب وبنفس السرعة وهكذا، وتعلمنا إمكانية حدوث أشياء إيجابية مع العولمة وكنا نرى الأشياء الإيجابية وليست السلبية التي تحدث الآن.
أما الآن وبعد ما حدث، لا أرى لهذه الأزمة أي إيجابيات فما جلبت لنا إلا السلبيات، إلا أن أحد آثارها الإيجابية أن الكثير من الناس أصبحت تحسب حساب لآثار الأزمة السلبية وأصبح الحديث عن التوفير وعدم الإسراف عنصراً بارزاً لدى الكثير من الأسر.
في أكثر من مناسبة وأكثر من مجلس سمعت سؤالا متكررا يتبادله الحاضرون، وهو متى ستنتهي الأزمة الحالية؟ وماذا علينا أن نفعل لمواجهتها؟ ما الحل لمن استثمر في سوق الأسهم وخسر خسائر كبيرة وضاعت مدخراته بين يوم وضحاها.
طبعا السائلون يبحثون عن إجابات قد تريحهم أو تطمئنهم على مصير أموالهم، وللأسف لا أحد يجيبهم ويطمئنهم، لأنه لا أحد يعلم عن ذلك حيث كل شيء في علم الغيب.
طبعا الأمنية التي يتمناها الجميع أن يعرفوا متى ستنتهي هذه الأزمة الخانقة ومتى ستعود أوضاعهم كما كانت، لا أحد يعلم هل هذه الأزمة ستكون طويلة أم أنها ومع تكاتف جهود الدول يمكن حلها. بدأت الخلافات تظهر بين كبار الدول في سعيها لحل الأزمة فالكل يبحث عن الحلول التي تناسبه.
السؤال: هل بالفعل ستتغير أنماطنا الاستهلاكية بعد هذه الأزمة؟ وهل سنشاهد مزيدا من الاقتصاد والتوفير في الاستهلاك؟ وهل بالفعل بدأ الكثير في تجاهل شراء الكماليات والتركيز على أهم الضرورات؟ نسمع في مجالسنا الكثير من هذه الأقاويل، وعن إدراك الكثيرين لمخاطر الأزمة الحالية وما أحدثته من صعوبات للكثير من الناس والذين تعودوا على نمط معين من الرغد في المعيشة.
سؤال أخير: هل ستمر هذه الأزمة على العالم بسلام كما مرت الأزمة العالمية التي حدثت في عام، 1929م وتكبدت خلالها الدول الغربية خسائر فادحة؟
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7410» ثم أرسلها إلى الكود 82244
Fax2325320@ yahoo.com