الإنترنت - ناصر الفهيد:
كتب بيتر بيكر في صحيفة نيويورك تايمز أنه قبل أسبوعين، توجه باراك أوباما إلى صالون الحلاقة في هايد بارك لقص شعره. وحين وصل ألقى التحية على موظفي الصالون والزبائن وجلس على الكرسي ذاته الذي اعتاد أن يجلس عليه على مدى الأربعة عشر عاماً الماضية.
أما هذا الأسبوع، وحين أراد الرئيس المنتخب أن يقص شعره، درس فريق حماية الرئيس الموقع، حيث النوافذ المتعددة للصالون واحتمال تدفق الناس لرؤيته، فقرر الفريق تغيير الخطة بسرعة. فلم يعد بوسع الرئيس الوصول إلى الصالون، لكن أصبح الحلاق يأتي إليه في منزل أحد الأصدقاء. لقد تغير نمط حياة الرئيس المنتخب وحياة أفراد عائلته.
صحيح أنه كان يحظى بالحماية طوال حملته الانتخابية، ولكنها لا تقارن، بأي شكل، بالإجراءات التي تتخذها أجهزة الأمن لحمايته منذ إعلان فوزه في الانتخابات قبل عشرة أيام. فهو يعيش اليوم ضمن قيود صارمة على حركته.
لقد اختار أوباما أن يقضي الفترة الانتقالية قبل دخول البيت الأبيض في منزله في هايد بارك، الذي تحول إلى قلعة محصنة من أجل توفير حماية الرئيس وعائلته.
فبعد عامين من حملته الانتخابية، حيث الخطب والاجتماعات والمهرجانات، أصبح الرئيس يعيش في عزلة شبه تامة، ولا يظهر إلى العلن إلا عندما يوصل ابنتيه صبيحة كل يوم إلى المدرسة أو حين يذهب إلى النادي الصحي لممارسة الرياضة في أحد المباني، حيث يقع منزل صديق له.
(إنها نقلة شخصية هائلة تفوق تصور أي شخص)، كما يقول اليكسي غيانيولياس المصرفي من الينوي المقرب جدا من أوباما، الذي يضيف: (إن أشياء صغيرة مثل الذهاب إلى النادي الصحي أو الخروج لمشاهدة فيلم سينمائي أو لتناول طعام العشاء مع زوجته.. كلها اختلفت ولم يعد بمقدوره ممارستها كما كان يفعل قبل انتخابه).
ويحاول أوباما تأخير هذا التغيير الجوهري الذي طرأ على حياته وأسرته إلى أقصى حد ممكن من خلال المكوث في شيكاغو، فقد أبلغ أحد أصدقائه في مكالمة هاتفية جرت بينهما أخيراً (لن أقضي وقتاً طويلاً في واشنطن خلال الشهرين المقبلين).
وتتلاقى الاعتبارات السياسية مع الشخصية في ذلك، فبقاؤه في شيكاغو يبعده عن الانخراط في قرارات قد تتخذها إدارة بوش، فمثلاً سيكون بعيداً عن القمة الاقتصادية العالمية التي تعقد في واشنطن هذه الأيام، أو عن جلسة الكونغرس الأسبوع المقبل.
باراك لم يتغيّر
وعلى الرغم من أنه لا يتمتع بعد بخدمات طائرة الرئاسة، فإنه يتنقل بسيارة ليموزين حكومية مصفحة ومزودة بكل التجهيزات الإلكترونية الضرورية.
وبينما كانت أجهزة الأمن تقيم طوقاً أمنياً حول منزله منذ عدة أشهر، فإنها وسعت هذا الطوق أخيرا وعززته بكلاب بوليسية وإجراءات أشد، بما في ذلك وضع حواجز أسمنتية.
ويقع منزل أوباما الذي اشتراه عام 2005م ب1.65 مليون دولار في منطقة هايد بارك كينوود بالقرب من جامعة شيكاغو، وتحيط به الأشجار.
والمنطقة عبارة عن مزيج من المنازل الكبيرة القديمة، لكن ذات تصاميم جميلة.
وفي العادة، يمتلك الرؤساء الأميركيون مقاطعة أو مزرعة مفصولة عن المجتمع يمكن للرئيس أن يلجأ إليها مع عائلته في عطلة نهاية الأسبوع أو الإجازات.
ويعتبر أوباما أول رئيس منذ ريتشارد نيكسون يتم انتخابه وهو يعيش في حي عادي وسط المدينة.
وكان نيكسون قد باع شقته في نيويورك واشترى منزلا في فلوريدا بعد انتخابه. أما أوباما فمن المتوقع أن يحتفظ بمنزله في شيكاغو.