لن أتعجب ولن أبحث عن سبب لحالة (الذهول) التي أصابتنا ليلة الثلاثاء - صباح الأربعاء - ومتابعتنا لمجريات الانتخابات الأمريكية، وكأنَّ الأمر سيعنينا أو أننا سنستفيد من غزو الأزرق، وانحسار الأحمر (بالمناسبة أكتب مقالي بالقلم الأحمر) أو سنشارك في خطة العمل للرئيس (الأسمر).
أحسستُ بأنَّ العالم يعيش في اليوم العالمي (للنفاق) حين تباكى الجميع على الديمرقراطية وأن العرق (الغامق) يجب أن ينتصر ونعطي أمريكا بهذه النزاهة شهادة اعتماد أنها لا تفرق بين هذا ولا ذاك.
المشكلة أن البعض يعتقد بأن باراك أوباما سينقل مكتبه الأبيض إلى الشام وسيَفْتَح باب الترشيح لجميع الأفارقة في توزيع الحقائب الوزارية وسيزورنا للاطمئنان علينا كُلّما سَنَحتْ له الفرصة.
ما لا يعلمه البعض أنَّ أوباما جعل من إسرائيل نقطة ارتكز عليها ليرضي بها الناخبين الديمقراطيين، وأن إسرائيل هي روزنامته اليومية لطلب الرضا والبحث عن أمنها وأمان أهلها وسيبدأ (تغيير) سياسة بوش إلى (الأسوأ) هكذا رأيي وما أراه.
الإعلام العربي أصفه دائماً بالمندفع دون البحث عن الأسباب أو المسببات، وهو عاطفي إلى درجة محزنة، وهو أيضاً يبحث عن (التغيير) ولذلك سعى كثيراً نحو الانتخابات التي شعرنا من خلال التغطية التلفزيونية المباشرة لها أنها تهمنا في المقام الأول ثم بعد ذلك يأتي دور الأمريكيين الذين قالوا نعم لمفاجأة الانتخابات. أعتقد بأن العالم بانتظار صفعة (أوبامية) .
واليوم وبعد أن هدأت فقاعة (التغيير) ستلحظون مدى تغير الخطاب الإعلامي العربي حين يكتشفون أن ابن عمومتهم لم نكن نعني له شيئاً وستواصل الهيمنة الأمريكية بسط نفوذها والعصا مرفوعة في وجه كل من عارضها، وسواء بقي بوش أو جاءت سارة و تربَّع أوباما أو حتى جاء (جني أزرق) ستبقى أمريكا هي شرطي العالم وسترفع هذا وتخفس بذاك الأرض وتبقى الفضائيات العربية مندفعة إلى أن يأذن الله بتقاعد هذا (الشرطي) أو تحويله إلى قسم (الأرشيف).