أعجبني مسؤول في المرور دائماً أراه ضيفاً على كثير من القنوات الفضائية عندما قال متشدقاً: (إن قائد السيارة السعودي يحترم الأنظمة المرورية عندما يقود سيارته في مملكة البحرين بينما هنا في الرياض مثلاً لا يعيرها اهتماماً؛ لذلك فنحن هنا أكثر دول العالم .
في حوادث السيارات).. أترك التعليق على كلامه هذا قليلاً، وأقول:
لا شك أن حوادث المرور هي أكثر الجوانب السلبية الناتجة عن حركة السيارات على الطرق، والحوادث لا تحصل مصادفة إنما لأسباب تكون في أغلبها إما خللاً في السيارة كالعطل المفاجئ وإما خللاً في الطريق كالصيانة المفاجئة أو غيرها وإما خللاً في السائق كتصرفات رعناء أو استعمال للمركبة بشكل غير سليم أو قلة الوعي والتي تعتبر أهم الأسباب، وقد يكون السبب مجموعة من هذه الأسباب أو جميعها، والحوادث المرورية في مدن بلادنا بلا شك تشكل خطراً مرعباً، وأصبحت مرضاً خطيراً قضى على عدد كبير من أفراد مجتمعنا مؤثراً كذلك على الممتلكات دون حراك من المسؤولين في المرور لإيجاد العلاج أو الحد من انتشاره، وهنا يأتي دور التوعية لدى مسؤولي المرور، وأقصد بالتوعية هنا توعية قائد المركبة بالأسلوب الأمثل لقيادة السيارة وإيضاح الأنظمة المرورية لا تهديده ووعيده أو الوقوف عند نشر صور عن الكوارث الناتجة عن الحوادث لإخافته؛ فالتوعية خير طريق إلى الوعي بالشيء.
هنا أقول إن ما قاله المسؤول حقيقة؛ لأننا نرى السعوديين في البحرين يحترمون النظام المروري للدّوار مثلاً؛ فيعطون الأفضلية للقادم من اليسار، بينما نشاهدهم في شارع الشيخ جابر بمدينة الرياض يتسابقون ويتصارعون ويتناطحون في وسط كل دوار ضاربين بالنظام عرض الحائط..
ألم أقل لكم أيها المسؤولون في المرور إننا في أمس الحاجة إلى الوعي والتوعية وبشكل حضاري حتى نكون حضاريين حيث نبذل الجهد في التوعية الحقيقية ثم الضرب بيد من حديد للمخالفين والخارجين عن القانون جاعلين الجميع تحت النظام وتحت طائلة العقاب.
