قصيدة تنبض بشعور صادق صاغها الشاعر تركي الميزاني وألقاها في الحفل الختامي لمسابقة شاعر العرب على جائزة محمد الأحمد السديري. |
الهي خالق الإنسان من ماء مهين وطين |
ونفخت الروح فيه وكونت قدرتك تصويره |
خلقته من عدم وأتقنت فيه الحسن والتكوين |
وتكفلت بشؤونه كلها وأحسنت تدبيره |
رفعت أيدي لك يا مستجيب لدعوة الداعين |
تيسر لي وتهديني طريق الخير والخيره |
وتلهمني من الحكمة ما دل من الكلام الزين |
وما دل من الكلام الزين موضوعه وتعبيره |
أنا في ماقف فيه البيوت القاسيات تلين |
علشان الملوك اللي ذخرهم طيب السيره |
أمام المسلمين اللي بسيفه طوع العاصين |
على نهج الكتاب اللي جعله الله تنويره |
بعد سرى ذلولة نصرة لأجل الوطن والدين |
ما نوّخها يا لين استأمنت ديرة ورى ديره |
كساها بالأمان وعم في الأقصين والأدنين |
وجمع شمل القبايل والفرح غنت عصافيره |
زرعها شجرة خضراء وحط شعارها السيفين |
شعار يعشقه قلب السعودي ما يبي غيره |
وفي وقت وجيز أمن التطور بين حين وحين |
نمت نهضة وطنا وأبهر العالم بتطويره |
بعد كانت مساكنا من بيوت الشعر والطين |
بدو والكل منا مدلياً دلوه على بيره |
وفقرٍ بانين سوره علينا مثل سور الصين |
ويطوينا لهب قيظن تطارد به معاصيره |
على البيداء نسّير ونعبر بأقدامنا حافيين |
ما يستر وجهه الرجال من شرهة مساييره |
رحمنا الله وبدل حالنا واقفى الزمان الشين |
زمان يذبح المسلم عفيف ويؤخذ بعيره |
وبعد حقق مراده نام اخو نوره قرير العين |
وريّح خاطره وارتاح من همه وتفكيره |
وسلمها ملوك كلهم في قلوبنا غاليين |
على كتاب الله وسنة نبيه واصلوا سيره |
ملوك سطروا مجد الوطن والمسلمين سنين |
وكلن عجز التاريخ بأمجاده وأساطيره |
بنوه وعمروه وغادروه وشعبهم راضين |
بعد كلن وضح دوره ومجهوده وتأثيره |
وحنا اليوم في عز ومعزة خادم البيتين |
زعيمٍ نابت في قلوبنا حبه وتقديره |
ملك ما يختلف في سياسته بين الشعوب اثنين |
على شعبه مضفي بشت عدله ما قصير خيره |
وعلى يمناه زيزوم سوات السيف أبو حدين |
أبو خالد سنام المجد والغيث وتباشيره |
ولي العهد سقم اللي يبي يلعب على الحبلين |
على صوته يشوش الجيش ويحرك طوابيره |
وعلى أمن بلادنا نايف ما برر موقف الغاوين |
تحت سيفه ما زعزع فأمننا إرهابي وتفجيره |
ليا منه ومرنا بالتحرك ما نشدنا وين |
نطيع أمره ومن ياقف نحانا يالله الخيره |
ونا وشلون أبنسى اللي جميله في رقبتي دين |
سلام الله على سلمان حاكم نجد وأميره |
اخذ من رأس أبوه امن الشجاعة والدهاء واللين |
وتشربها يالين الرأس غنت به سعاطيره |
مزاياهم كثيرة تتعب التاريخ والتدوين |
أجل وشلون يقدر وصفها شاعر وتفكيره |
عطيناهم ولاء صادق مجاه الظن والتخمين |
ونكسر شوكة الشيطان لا دقت مزاميره |
ومن فتح الرياض ومدخل المصمك ليا هالحين |
وحنا بالامان ابفضل خالقنا وتيسيره |
وقولوا كلكم يا حاضرين وسامعين امين |
عساها دعوة مع كل تهليله وتكبيره |
رحمك الله يا خال الملوك وشاعر الجيلين |
وعسى مسكنك في روضن تضاحك به نواويره |
تباشرنا بجائيزتك وجينا كلنا عانين |
ولا نحسب حساب البعد لو طالت مشاويره |
يسوق اقدامنا قدرك ودونه ما حدانا البين |
وش اللي يعذر الرجال لا قلت معاذيره |
وتكريمك نعده يالسديري ثالث العيدين |
وهذا يعتبر تكريم للشعر وجماهيره |
يا رمز الشعر ذكرك حي وافعال الرجال تبين |
لو ان الشعر من صرخت رحيلك ما كفخ طيره |
بنيت من الحكم والعرف ما نور خطا الغادين |
وصغت من الذهب والماس ما يذهل تصاويره |
تناقله الرواه وصار ورث اسلاف للتالين |
ويبقى لين يرث الأرض خالقها بتدبيره |
تركي الميزاني |
|