المشهد الأول:
أحد أحياء مدينة جدة الكبيرة في شارع يكاد يضيئه ضوء شحيح، صبية تتعالى أصواتهم بالحي يركضون، يبادلون السباب والركض، أحدهم يدفع صاحبه فينهض يحلق به ليرد له الضربة..
يركض.. ويركض، يقطع الشارع الضيق غير منتبه لبوق السيارة الأجرة..
تقف سيارة الأجرة في آخر لحظة.. كادت أن تنتهي حياته قبل دقائق.
(الأسرة الغافلة التي تتركهم يمارسون اللعب في الشارع العام).
المشهد الثاني:
أحد الصبية يجلس فوق حافة الحاوية المليئة بالقاذورات يغني.. بل يدندن بصوته، آخر يصفق له، ويردد ما يقوله..
أما الآخر فيحلق بقط شارد في الشارع يقبض عليه بكلتا يديه، يمسكه من أذنيه ويفتح كيساً كان يحمله ويضع القط بداخله ويغلق الكيس.. ماذا يحدث بعد ذلك..؟
(التسيب وإهمال التربية، دور البيت والمدرسة اللذين تخليا عن مسؤوليتهما).
من المسؤول؟
المشهد الثالث:
طفل لا يتجاوز الست عشرة سنة يركب بسيارة بالكاد قدماه تصلان للبنزين والكابح، يركض، يسرع، يضغط على الكابح والبنزين في آن.. النتيجة مشهد نراه كل يوم، لون أحمر ضرج الأرض!
(الأسرة تزف الطفل إلى لحده).
أليست الأسرة مسؤولة عما حدث؟
المشهد الرابع:
معلم يطلب من طالبه أن يشحن له تليفونه المحمول طيلة السنة من أجل بضع درجات.
الطالب يرضخ لطلبه كي لا يخفق في مادته.
أين دور وزارة التربية والتعليم، والأسرة، و.....؟
المشهد الخامس:
أطفال يأكلون أنواعاً من الأطعمة والمشروبات، يلقون بالقاذورات في قارعة الطريق. علب ممتلئة بالمشروبات الغازية، شارع يكفيه الحفريات والوهاد والمجاري ونزفها، هكذا تصبح الصورة متكاملة لشارع يغرق في القاذورات.. وكأن الحاويات جعلت لتشغل مساحة من الطريق ليس أكثر.
(على من يقع الخطأ حين تناسوا أن يعلموه أن النظافة من الإيمان)؟
هذه بعض من المشاهد السلبية التي نراها كل يوم تتكرر؛ لأن الأسرة تناست دورها الحقيقي في التربية وأصبحت تنشغل بأشياء أخرى لا قيمة لها، وتركت مسؤوليتها للعاملة، وللسائق.. لقد فرطت في حق أبنائها وأهملت مسؤوليتها وتخلت عن أمانتها!
ما أهون التناسي والتفريط في أداء الأمانة.