تنشط بعض الدول الآسيوية في الاستفادة من جسور التواصل التي بدأت تمتد بين سكان الأرض بدوافع الرغبة في التقارب عن طريق التعارف بقراءة مباشرة للمجتمعات التي تقصدها.. قراءة شاملة لعل تركيزها ينصب في مجريات الثقافة والاقتصاد والتعليم والتجارة.. وتهدف إلى مشاريع التآلف بمعرفة ماضي الشعوب في بدايات تجاربها في تلك المجالات ومن ثم ما يستشرف لهذه التجارب من تطوير في ضوء هذه النقلات النوعية والمنجزات المؤثرة في سلوك المجتمعات المختلفة بما في ذلك تغير أنماط التفكير وانزياح العديد من القناعات وتبدل الرؤى نحو أمور ما كان يتوقع أن تتغير بسهولة في مجتمعات تعتبر هذه المتغيرات في صلب ثوابت أبنيتها.., من هذه الدول كوريا الجنوبية إذ أنشأت جمعيات عديدة للتواصل مع العرب.. وبدأت رحلاتها المكوكية بينها وبين الدول العربية.., في هذا الأسبوع سيكون هناك لقاء في عاصمة كوريا الجنوبية (سيئول) تلتقي فيه ثلاثة أطياف أدبية سعودية ومصرية وكورية في جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية اللقاء الأول للجمعية الكورية العربية حول أدب المرأة في الدول الثلاث ماضيه ومستقبله.., خطوة جيدة ليكون البدء بالقلم وما يمتحه من منابع الفكر.. ولتنجلي أغبرة الطرق وتقترب المسافات... بما يعكس ما لهذه النقلات في تقارب الثقافات وتعارفها بأسرع مما كان يقوم به الرحالة من الباحثين في أزمنة اختصرتها معطيات المنجز البشري الحديث..فأصبح العالم كله رهين طرفة عين.. وبصمة صوت.. على الرغم من أن الإنسان بنى حضارة التقارب منذ أدرك ما للخبرات الإنسانية من دور في عمار الكون.. وتأسيس حضارته مع اختلاف المنجز, ونوعيته, وأشكاله وإمكاناته.