الجزيرة - وهيب الوهيبي
أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح عبدالعزيز آل الشيخ على أن المشروع الدعوي الحضاري يقوم على قراءة الواقع وحاجات الناس، مؤكدا على دور العلماء والدعاة والمؤسسات الدعوية في النهوض والإصلاح واتباع منهج الوسطية والاعتدال والتجديد.. وقال في هذا الصدد: إن المشروع الإسلامي لابد أن يكون حاضرا لدى الجميع وإذا غاب هذا المشروع انحسر العمل الإسلامي وضعفت قوة الإسلام والمسلمين.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في افتتاح ندوة (الأسرة المسلمة والتحديات المعاصرة) مساء أمس في قاعة الاحتفالات في فندق مداريم كروان بالرياض بحضور أكثر من 200 داعية ومفكر ومتخصص في شؤون الأسرة.
وأضاف: إننا نحتاج إلى بناء تربوي للمسلم بحيث يستطيع أن يواجه هذه الحياة بفعالية وإيجابية وتعاون على البر والتقوى، ونحن في حاجة إلى تربية للأسرة التي يعيش فيها الفرد المسلم وتنطلق فيها القوة الخفية للدعوة ولمواجهة تحديات الحياة.
وأوضح معاليه أنه منذ أن نشأ الإسلام وحتى غدا غريبا نرى فيه أنواع البناء والتربية الأسرية وبناء الذات وتزكيتها حتى لا يلتبس الطريق على البعض في مصالح متوهمة واجتهادات قد تعود إلى أصل الشرع بالإبطال.
وأكد أن السلف الصالح عندما بنوا الشخصية المسلمة بنوها في إطار متكامل على أسس تقوى الله، مبينا أن المجتمع اليوم يشهد تحديا كبيرا للأسرة المسلمة ولابد من مواجهة هذه التحديات وبيان الضوابط الشرعية لذلك.
وقال: إننا نرى في هذا الزمن تغيرا كبيرا في المسارات الدعوية وفي القناعات الشرعية وتقويما للاجتهادات ومصالح ليست اجتهادات مرضية ولا مصالح مرعية ونرى تغيرا في الاجتهاد الاجتماعي من أهل العلم والتشاور والدعوة واتجاه للفكر الشخصي والبناء الفكري بحسب اجتهادات قائله، ولذلك تنوعت الآراء والأقوال والأطروحات وهذا يقود لعثرة ليست بالهينة قد تؤدي إلى غياب النظرة للمستقبل وإلى فرح الأعداء والاتجاهات غير الإسلامية في ظل الخلل.
وأشار معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد إلى أنه إذا غاب المشروع الإسلامي عن الخاصة والعلماء والدعاة في زمن التحديات فإن الدعوة سنتحسر وتضعف قوة الإسلام وأهله، ولذلك ينبغي أن يقوم المشروع الإسلامي الدعوي الحضاري على قراءة الواقع وحاجات الناس.
واختتم معاليه كلمته مفيداً بأن الأفكار القائمة على التشدد والغلو اندثرت مع الزمن وأن المشروع الإسلامي المستقبلي قائم على ركيزتين هما الوسطية وعدم التشدد والتجديد.
ثم ألقى رئيس تحرير مجلة البيان رئيس رابطة الصحافة الإسلامية أحمد بن عبدالرحمن الصويان كلمة أعرب فيها عن شكره لوزير الشؤون الإسلامية على رعايته لهذه الندوة لما فيه من دعم معنوي للدعاة ولمجلة البيان.
وأوضح أن تنظيم هذه الندوة يأتي لمناقشة ومواجهة التحديات التي تستهدف الأسرة المسلمة في ظل الانفتاح الفضائي والإنترنت وما نشهده من ارتفاع في نسبة الطلاق والعنف الأسري وعضل النساء والخمور وغيرها من المشكلات كما أصبح هناك انحسار نسبي في قيمة التربية داخل الأسرة وازداد عندما تخلت عدد من المؤسسات عن دورها الريادي.
وأوضح أن هذا الأمر أوجد بيئة خصبة لتدخل بعض المنظمات الدولية في شؤوننا ومن ذلك منظمة حقوق الإنسان، مبينا أن الهدف من الندوة ليس المعالجة الكاملة للأمر ولكن للتأكيد على أهمية هذا الموضوع وخطورة القضية.
عقب ذلك تسلم الوزير درعا تذكاريا بهذه المناسبة قدمه رئيس تحرير مجلة البيان، فيما كرم معاليه الدكتور عادل السليم.
ثم بدأت أعمال الندوة والتي اشتملت على ثلاث جلسات علمية قدمت خلالها ست ورقات عمل تناولت التماسك الأسري في ظل العولمة، وتأثير الإعلام على الأسرة والتربية الأسرية شارك فيها نخبة من المختصين والأكاديميين.