كانت هند تستمع كثيراً بحياكة قطعة من الصوف لتصنع منها شراباً شتوياً تحتمي به من قسوة النفحات الشتوية, وبالرغم من براعة هند في هذه الحرفة إلاّ أنها كانت كثيراً ما تقف في منتصف القطعة محتارة يا ترى هل ستعجب زوجها أم لا؟؟؟
وكم مرة نقضت هند غزلها وأعادت حياكته مرات ومرات مستحضرة نظرة أحمد القاسية واستهجانه لما تفعل, لكنها حينما لا تجد مفراً من مخاوفها تقبع في زاوية القلق وتبقى الدموع هي سيدة الموقف!
هند وأحمد ليسا إلاّ أنموذجين دارجين مع تبادل الأدوار أحياناً - ولا تكمن القضية في نسيج تنسجه هند ولا استهجان أحمد - إنّ القضية في تلك الآلام التي نسببها للآخرين حين نحاصرهم نفسياً ونقلّل من قيمة مواهبهم, مما يجعلهم في أكثر حالاتهم ينتحون جانباً خوفاً من اللوم والتحبيط أو يخفقون في إنجازها حتى وإن كانوا بارعين فيها في الحقيقة..
حياتنا اليومية مليئة بأولئك الذين نصبوا أنفسهم لنقدنا وحصارنا.
انظر حولك قد يكون مديرك أو زوجك أو والدك أو صديقك أو ..., لكن ألم تسأل نفسك يوماً لماذا أتفاعل مع نقدهم الآثم؟
الجواب في غاية البساطة: إنّ أولئك وجدوا ثغرة ما في تكوين شخصيتك وعرفوا نقطة ضعفك وتواصلوا جيداً معها بل وأجادوا تفعيل قواهم الضاغطة على نحو جيد ..
ألا ترى أنك لو استضفت أحدهم في بيتك مثلاً فإنك تحرص على أن تكون الأمور ممتازة ومثالية؟؟!
وأنا أزف لك بشرى سارة فلن تجدي مثاليتك ولا روعة استضافتك مع أولئك بل بالعكس، فأنت تعزّز بذلك طاقتهم على استهجانك لأنك توحي لهم أنك تستجدي إعجابهم ورضاهم, لذا فإنّ طريقك إلى التخلص من سيطرة الخوف من النقد أو غيره من أنواع الخوف أن تكتشف مخاوفك وتعرفها معرفة جيدة,
وتلك باقة من التوجيهات في هذا الخصوص:
- ليس لأحد الحق أبداً في أن يرسم لك حدوداً لتعيش فيها..
- تعلّم أن تستفيد من النقد كوجهة نظر ولا تسمح لها أن تتجاوز ذلك.
- أحب ذاتك وتعامل معها برقي فإن رقيك سوف يمنحك الفرصة لتعرف ماذا يجب عليك أن تفعله بتحبيط المحبطين.
- أنت من يحكم عالمك وليس أحد غيرك فلا تُدخِل الى عالمك من لا يستحقه..