Al Jazirah NewsPaper Friday  14/11/2008 G Issue 13196
الجمعة 16 ذو القعدة 1429   العدد  13196

دعوة للقوة
قوة الإصرار

 

الإصرار قوة عجيبة من أسرار النفس البشرية، فبدون الإصرار لن تستطيع تحقيق أهدافك وغاياتك، فعندما نريد تحقيق أي أمر أو إنجاز عمل معيّن تبرز أمامنا عقبات ومصاعب فنكون بين حالين إما أن نستسلم ونرجع للوراء أو ندفع أنفسنا بأنفسنا نحو تحقيق ما نصبو إليه بعزيمة لا تعرف اليأس وصبر لا يعرف الكلالة ونسير بعزم وحزم في الأمر وهو ما يطلق عليه الإصرار. وقبل أن نبدأ بعملية زرع الإصرار في نفوسنا نود إخبارك بأنّ الأمر شاق حيث إنّ النفس تركن إلى الدعة والراحة والإصرار عكس ذلك، ولكن درّب نفسك وجاهد نفسك، مع أنه قد تفشل في البداية بل ستفشل بالفعل، ولكن تأكد من أن الفشل أول خطوة للنجاح والضربة التي لا تقصم الظهر تقويه، والمشقة تهون في سبيل تحصيل الغاية، وأعلم أنّ الإصرار يجر بعضه بعضاً بمعنى أنك كلما زدت فيه ألهب في نفسك الحماس، خصوصاً بعد أن تشعر بلذة ما حققت والله عز وجل يحب المصرين، وهذا ما كان عليه الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم, والحياة تنحاز للمصرين هذه قاعدة أو قناعة إن استطعت أن ترسخها في نفسك فافعل بدون تردد.

والعالم المصري فاروق الباز: عالم الفضاء، في بداية سفره إلى أمريكا قدم في عدة جامعات أكثر من 2000 طلب كلها رفضت، فهناك صعوبة في تعيينه في الجامعات لأنه أجنبي وأمام إصراره الشديد وعدم يأسه وتكرار محاولاته يقبل ويصبح علماً يستقبل مثل الوزراء والملوك وتتشرف أي جامعة في أمريكا أو غيرها بزيارته لها, ولكي نزرع الإصرار في نفوسنا عليك بالآتي:

- التوكل على الله والاستعانه به في كل أمر وكما يقول الشاعر وإذا لم يكن من الله عونا للفتى فأول من يجنى على المرء اجتهاده.

- وطّن نفسك أن تكون أول خطوة أمامك وآخر خطوة عند هدفك، لا بد أن تعرف الطريق جيداً حتى تصل لنهايته.

وكما يقول الشاعر:

طريق العلا أبدا للأمام

فويحك هل ترجع القهقرى

- لا تنظر إلى من هلك كيف هلك ولكن أنظر إلى من نجا كيف نجا، أنظر إلى من هو فوقك كيف هو واثقاً من نفسه وحازماً في أمره ومتمكناً من تدبير أمره.

- لا ترهب المواقف ولا تتعاظم الخصوم ولا ترضى حياة الذل.

- لا تكن أهدافك خيالية وصعبة التحقيق وعليك بالواقعية.

- كرر محاولاتك مع تصحيح الأخطاء.

وأخيراً التفاؤل وحسن الظن بالله بأنه سيوفقك ويعينك على تحقيق ما تريد، فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد