من حقنا جميعاً أن نفرح بزواج أبنائنا وبناتنا، ومن حقنا أن نحرص على أن يظهر يوم الزفاف بأفضل صورة، وأن ندعو إليه كل الأحبة والأهل والأصدقاء ليشاركونا فرحتنا، لكن لا ينبغي أبداً أن نبالغ في المظاهر والنفقات التي قد تتحول إلى عبء يرهق كاهل أهل العروسين على حد سواء، وربما اضطر الزوج المقبل على بداية حياة جديدة لها متطلباتها إلى الاستدانة التي تؤرقه، وهو يخطو أول خطوة في هذه الحياة الجديدة.
نقول هذا، ونحن نشاهد حالة من السفه والإسراف تصاحب حفلات الأعراس في كثير من أرجاء بلادنا، وتسيطر على الموسرين والفقراء على حد سواء، الذين تأسرهم المظاهر الخادعة، والرغبة الساذجة في التفاخر والتباهي والتقليد الأعمى لممارسات تافهة لا مبرر لها.
ومن هذه الممارسات تلك البدع الغريبة في طباعة كروت الدعوة، والحرص على تصميماتها المميزة، والتي وصلت بسعر القطعة الواحدة من هذه الكروت إلى أكثر من (50) ريالاً، والأغرب هو تصنيف هذه الكروت، فهناك كروت خاصة لدعوة الرجال، وأخرى لدعوة النساء، وثالثة للأطفال، والذين لا يتم اصطحابهم غالباً لقاعات الأفراح!
وقد بلغ التمادي في هذا النوع من المظاهر الزائفة، أن يقوم أشقاء العريس أو العروس بطباعة كروت خاصة بهم لدعوة أصدقائهم ومعارفهم وزملائهم، وتوجه هذه الكروت باسم شقيق العريس أو العروس، وليس باسم والده أو والدها، وهو أمر غريب بكل المقاييس على مجتمعنا الذي كانت حفلات الأعراس فيه - حتى وقت قريب - من المناسبات السعيدة والبسيطة التي تخلو من كل هذه المظهرية الفارغة، وما يرافقها من سفه وإسراف.. فهل نعود جميعاً إلى رشدنا حتى لا تتحول الكماليات إلى ضرورات تجعل من الزواج أمراً صعباً، نعاني من تكاليفه ومن عجز شبابنا عن توفيرها.
alomari1420@yahoo.com