الرياض - (الجزيرة)
صدر عن دار كنوز أشبيليا للنشر كتاب بعنوان (صور من الابتلاء في دعوة المصطفى) تأليف الدكتور محمد بن إبراهيم بن سليمان الرومي، الأستاذ المشارك في جامعة الملك سعود بالرياض، الذي أورد فيه الخطوات العلمية التالية التي تعين في ضبط مسار البحث والتي منها العناية بعزو الآيات القرآنية الكريمة إلى سورها وأرقامها، وتخريج الأحاديث النبوية الشريفة والحكم عليها، والإفادة من الكتب المختصة في التاريخ بشكل عام، وفي السيرة النبوية بشكل خاص، وكذا الإفادة من الأحداث التاريخية المتعلقة بالسيرة النبوية التي مرّ ذكرها في كتب السنة النبوية، وشروحاتها عند شرّاح السنة النبوية، والإفادة من أقوال العلماء والباحثين وتوثيق نقولاتي منهم من خلال المصادر والمراجع العلمية حسب أصول التوثيق العلمي، والتركيز على ذكر الدروس المستفادة من الأحداث التاريخية فيما يتعلق بصور الابتلاء؛ لأن ذلك هو الهدف من إعداد هذا البحث.
وقد ضمّن المؤلف كتابه المقدمة وتمهيداً يشتمل على خمسة مباحث، الأول بعنوان: المفهوم اللغوي للابتلاء ومرادفاته، والمبحث الثاني بعنوان: ابتلاء المؤمن حسب إيمانه قوة وضعفاً، والمبحث الثالث بعنوان: الصبر على البلاء وثمراته، والمبحث الرابع بعنوان: الحكمة من البلاء والغاية منه، والمبحث الخامس بعنوان: رؤية العلامة ابن قيم الجوزية في الابتلاء.
وقسّم المؤلف كتابه إلى ثلاثة أبواب، الأول بعنوان: ابتلاء المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة، يشمل فصلين، الأول بعنوان: صور مما جرى للنبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، والباب الثاني بعنوان: صور من صبره صلى الله عليه وسلم وثباته أمام الابتلاء والمحن، ويشتمل على خمسة فصول، الأول بعنوان: الفتن ودورها في زعزعة القلوب، والثاني بعنوان: العناية الإلهية في تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم، والفصل الثالث بعنوان: صور من الأحداث التاريخية تمثل صبره وثباته صلى الله عليه وسلم، والفصل الرابع بعنوان: صور من المحن في حياة الأنبياء والصحابة والتابعين، والفصل الخامس بعنوان: كيف نواجه المحن.
أما الباب الثالث فكان عنوان: حكم الدعوة إلى الله الذي جاء في أربعة فصول، الأول: حكم الدعوة إلى الله، والثاني: فضل الدعوة والدعاة، والثالث: أساليب الدعوة وكيفيتها، والرابع: صفات الداعية، ثم توصل المؤلف في ختام كتابه إلى عدد من الحقائق والنتائج، منها أن سُنة الله تعالى في خلقه أنه يبتليهم على قدر إيمانهم بالله تعالى وقربهم منه، وأن أعداء الله لا يألون جهداً في محاولة القضاء على الحق وإخماده ومحاربة أتباعه وناصريه، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب مثلاً صادقاً في الثبات على الحق والصبر على البلاء، وأنه مهما عظم الباطل وظهر فإنه ساقط زائل، والحق ظاهر بنصرة الله تعالى وتأييده، وأن الشمس مهما طال مغيبها فلا بد أن تظهر وتضيء للناس، وأن المؤمنين اليوم الذين يعيشون أنواع البلاء يجب عليهم أن يدركوا أن هذا ضريبة الإيمان، وأن الداعية عليه أن يقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته وفي كل شيء، وليعرف أنه سوف يستهزأ به ويسخر منه.