الكتب في التعبير والتأويل قديماً - أحبتي الكرام- كتبت على نوعين:
كتب لم تفرد بمصنف مستقل وإنما كتبت تضميناً وجزءاً تابعاً لما كتب، ككتب التفسير للقرآن الكريم كتفسير: القرطبي وابن كثير والألوسي والقاسمي وغيرهم عند تفسير بعض الآيات والسور كسورة يوسف عليه السلام وغيرها، وككتب السنة النبوية وشروحها، وهذا ما بيناه في بداية مقالاتنا في هذه الزاوية المباركة، وأفضل ما كتب من هذا النوع على الإطلاق بلا مبالغة ما كتبه العلامة ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح صحيح البخاري في المجلد الثاني عشر قرابة المائة صفحة ويزيد وكل من جاء بعده ممن كتب في هذا العلم ينقلون عنه، فهم عيال عليه ومحتاجون لما كتب في الفتح ويجدر بالمعبر أو يقرأ الفتح ليستفيد ويصقل ما لديه من موهبة التعبير.
ولابن القيم -رحمه الله- كتابات مفرقة طيبة في هذا، كما في: إعلام الموقعين عن رب العالميين حيث ذكر كليات وقواعد للتعبير وكذلك في: مدارج السالكين وزاد المعاد وللحافظ العراقي كذلك في: طرح التثريب وكذلك اللالكائي في: شرح أصول السنة، والبغوي في شرح السنة ومعالم التنزيل والنووي على شرح مسلم والقرطبي في: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم والمناوي في: فيض القدير والقرافي في: الذخيرة وابن الصلاح في: فتاويه، وابن عبدالبر .في التمهيد وابن العربي المالكي في: عارضة الأحوذي، وغيرهم كثير جداً.
وأما النوع الآخر من الكتب فهي المنصفات المستقلة بهذا العلم ككتاب: تعبير الرؤيا لابن قتيية وهو من أفضل ما ذكر في أصول التعبير وكتب: تعبير المنامات لابن أبي الدنيا وكتاب: التعبير للقادري لأبي سعيد الدينوري، وفي الكتاب أخطاء عقدية، وكتاب: البدر المنير في علم التعبير، وهذا أفضل كتاب قرأته في هذا الفن لمؤلفه، ومن الكتب أيضا: المعلم على حروف المعجم في تعبير الأحلام لابن غنام الحنبلي وكتاب المرتبة العليا في تفسير الرؤيا لابن راشد، كل هذه الكتب التي ذكرناها على عجل موجودة مطبوعة في متناول الجميع ليستفيد منها من قرأها، وفي الأسبوع القادم نذكر لكم ما كتب حديثا في هذا العلم...
نسأل الله للجميع التوفيق والسداد.
***
وقفة : (بعني إياها)
جاء إنسان إلى الشهاب العابر فقال له: رأيت كأن في داري شجرة يقطين قد نبتت.
فقال له: أعندك جارية غير الزوجة؟ قال: نعم. قال: بعني إياها. فقال: ما هذا؟
قال: الذي تسمعه. فقال: إنها ملك زوجتي. فقال: قل لها تبعني إياها. فراح وعاد
فقال: إنها لم تبعها. فقال: قل لها بكسب مائتي درهم. فعاد وقال لم تبعها فألح عليه
فقال: أما الآن فقد آن تعبير رؤياك. امض إلى هذه الجارية واعتبرها. فتوجه وعاد
وقال: إنه كان عبداً وزوجتي تكتمني أمره وتلبسه لباس النساء. (الوافي بالوفيات 7-49 - 50).
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9702 ثم أرسلها إلى الكود 82244