الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آل وصحبه وسلم وبعد.. أنعم الله علينا في هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين بنعمة الأمن ورغد العيش، حتى أصبحت مضرباً للمثل ولله الحمد، وقد ترتب على هذه النعمة العظيمة قدوم أعداد كبيرة من راغبي العمل في شتى مجالات الحياة من دول متعددة، ومما يؤسف له أن هؤلاء العمال يغرر بهم ويتعرضون للظلم والإهانة من بعض ضعاف النفوس ممن قل خوفهم من الله سبحانه وتعالى، وذلك على مستوى المؤسسات أو الأفراد.
ومن صور ظلم العمال وما يتعرضون له:
أ - الإهانة بالسب والشتم ولربما الضرب.
ب - عدم الرحمة والشفقة، فيحملون من العمل ما لا يطيقون.
ج - عدم دفع مستحقاتهم المتفق عليها عند العقد، فكثير من العمال تتأخر رواتبهم لأشهر عديدة، حتى أن بعض العمال لا يجد ما يسد به جوعته ويعيش على ما يجود به عليه المحسنين أو أن يجد عملاً خارج أوقات ارتباطه مع كفيله.
د - تكليفهم بدفع مستحقات مالية بدون وجه حق، ولربما يهدد عند امتناعه بإخراجه وإعادته إلى بلده.
ه عدم الوفاء بما تم الاتفاق عليه، فتجد أن العامل يترك بلا سكن أو علاج، مع أن العقد يضمن له أن يسكن مجاناً وأن يعالج مجاناً كذلك.
فهذه بعض صور ظلم العمال، ولو قدر لك أن تسأل عاملاً عن وضعه وعن همومه لعرفت كيف هي معاناتهم والحال الذي يعيشه كثير من هؤلاء العمال.
وإني لأوصي كل مسلم أن يتق الله عز وجل وأن يحذر ظلم من تحت يده من هؤلاء العمال (فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) كما ثبت عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وفي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جب رضي الله عنه (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) حديث صحيح.
ووالله لقد أخبرني رجل صالح ثقة أنه سمع في الحرم عاملاً يدعو على مكفوله وقد بللت الدموع ثيابه وهو يقول: اللهم انتقم لي من كفيلي فلان.
وأختم هذا المقال بهذا الموقف: كان أبو مسعود البدري رضي الله عنه عنده غلام فأغضبه يوماً فقام بلطمه على وجهه، فسمع منادياً من ورائه يقول: أبا مسعود اذكر قدرة الله عليك منك عليه، قال فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله تعالى، فقال (لو لم تفعل للفحتك النار) حديث صحيح. فهل من معتبر وهل من متعظ.
رئيس مركز هيئة الشقيق بمنطقة جازان