Al Jazirah NewsPaper Friday  14/11/2008 G Issue 13196
الجمعة 16 ذو القعدة 1429   العدد  13196
النساء والمساجد!
شاكر بن أحمد إمام *

تأمل أخي المسلم وأختي المسلمة هذا الحديث الذي تقوله السيدة عائشة رضي الله عنها، وهو في الصحيحين (لو أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساءُ بعده لمنَعهنّ المساجد كما مُنِعَت نساءُ بني إسرائيل). وفي رواية مسلم (لمنَعهنّ المسجد). فالسيدة عائشة رضي الله عنها تتكلم عن ذلك الزمن ومن ذلك العهد العظيم بأن وضع النساء إذا شاهدهن النبي صلى الله عليه وسلم لمنعهن من المسجد، فكيف بغيره من الأماكن؟ وكيف بنساء العصور المتأخرة؟ والسيدة عائشة عندما تتكلم فهي أعلم بمراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من غيره، وهي أعلم بمقصوده، فهي تخبر بأن النبي لو شاهد النساء عند دخولهن إلى المسجد وما يحدث فيه من الفتن فإنه سيمنعهن كما مُنعت نساء بني إسرائيل بسبب المفاسد، والقاعدة الثابتة درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح؛ ولهذا تأملوا هذا الحديث: عن أبي أسيد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء (استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق. عليكن بحافات الطريق). فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى أن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. رواه أبو داود وغيره. والحديث محتج به وحسَّنه الألباني، وهو يعاضد الحديث السابق وإن كان حديث السيدة عائشة أصح وأوضح في الحذر من الاختلاط. قال النووي عن هذا الحديث (لمنعهن المسجد يعني من الزينة والطيب وحُسن الثياب)، وقال العيني وهو حنفي عن هذا الحديث (لو شاهدت عائشة رضي اللهُ تعالى عنها ما أحدث نساء هذا الزمان من أنواع البدع والمنكرات لكانت أشد إنكاراً)، وهذا في زمن العيني - رحمه الله - أيضاً فكيف بمن بعده؟ وهذا أيضاً في الخروج إلى المسجد، وهي عبادة بذاتها وقربة وطاعة للرجل والمرأة، لكن بالنسبة إلى الرجل واجبة وبالنسبة إلى المرأة جائزة، فكيف بمن تخرج وتتزين لأماكن أخرى ليست للمساجد وهي بكامل زينتها، بل إن عباءة بعض النساء هي زينة بحد ذاتها وتخرج بها إلى الأسواق وأماكن الاختلاط؟ فالأمر أشد وأعظم وأخطر. نسأل الله السلامة والعافية.

* تبوك



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد