Al Jazirah NewsPaper Friday  14/11/2008 G Issue 13196
الجمعة 16 ذو القعدة 1429   العدد  13196
برمجة المتداولين
مقبل السلمي

أكاد أجزم بأن أفضل المتداولين حالاً من كانت خسائره أربعين بالمئة فما دون من رأس المال، هذا بفرض أنه ما زال يُوجد من بين المتداولين من لم تزد خسارته عن هذا المستوى.. وعلى أية حال وبغض النظر عن نسب الخسائر التي تعرض لها المتداولون، فإن الخيارات المتاحة أمامهم تكاد تكون معدومة، إذ لا خيار سوى الانتظار فلن يكون أسوأ مما كان، بل إن الكثير من المتداولين أصبح يتعامل مع سوق الأسهم وفق مبدأ (ليس لدي ما أخسره).

وفي المقابل أيضاً فإن أكثر المتداولين تشاؤماً يؤمن بعودة ولو نسبية للأسعار بناءً على السجل التاريخي للأسواق المالية، ولكنها تحتاج إلى فترة انتظار حتى تبدأ في استعادة بعض ما خسرته.

إلا أن قناعات المتداولين بعودة الأسعار وبالتالي عودة جزء من رؤوس الأموال المفقودة، لم تولد لديهم قناعات بعدم متابعة مجريات التداول، والانتظار حتى يتحسن أداء السوق.فالمتداولون أو على الأقل معظمهم على اطلاع شبه يومي بتحركات الأسهم بالرغم من أنه حتى في حال إغلاق السهم على النسبة العليا فلن يعني ذلك تحقيق أرباح وبالتالي البيع، وكذلك فإن إغلاق السهم على النسبة الدنيا لا يعني شراء المزيد من الأسهم لعدم وجود سيولة، وهذا يعني أن متابعة حركة التداول أمر عديم الفائدة ولن ينتج عنه أي قرار، بل إن له مساوئه من الناحية النفسية للمتداول.وبالنظر إلى مضاربي العقارات نجد أن متابعتهم لحركة الأسعار ليست آنية كما الحال في الأسهم وذلك لبطء الحركة من جهة، ولأنه كل ما طالت فترة الانتظار كلما زادت الأرباح من جهة أخرى غالباً.

فالشراء والبيع خلال شهر واحد يُعد مضاربة سريعة في العرف التجاري العقاري، فالسائد أن المضارب العقاري ينتظر لأشهر وربما لأعوام حتى يبدأ في جني أرباحه.

ما قادني للحديث عن تجارة العقارات هي الأمنيات التي يرددها ضحايا سوق الأسهم، إذ يتمنى كل متداول في سوق الأسهم لو أنه لم يستثمر ريالاً واحداً فيها، وأن كل ما يملك من أموال قد تم استثمارها في استثمارات عقارية، ما يعني أن لدى المتداولين جاهزية للمضاربة طويلة المدى من حيث المبدأ.وبناءً على هذه الأماني المشروعة، لماذا لا يبرمج المتداولون أنفسهم عصبيّاً، ويمارسون أسلوب تجارة العقار مع الأسهم وذلك بالابتعاد عن الأسهم وعدم متابعة مجريات التداول لعام واحد فقط؟!

برمجة أخرى

تخيَّلت أن للعقار بورصة كما هو الحال تماماً في سوق الأسهم، وتذكرت أثناء هذا التخيُّل ما حدث من مساهمات عقارية ذهبت أدراج الرياح وكيف هو حال هذه البورصة لو أن أصحاب هذه المساهمات هم كبار المضاربين فيها؟! فتيقنت أن أموال البسطاء ستكون هي الضحية.

كاتب اقتصادي ومحلل فني


Muqbel.sl@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد