قلم من الأقلام النادرة التي عرفتها الساحة الصحفية السعودية، يكتب بعمق وبطرح مختلف لا تملك معه إلا أن تستسلم طائعا راغبا في متابعته في كل أطروحاته الثقافية منها والاجتماعية، يمتلك ناصية الإبداع في طرحه كما يمتلك ناصية الإقناع في الوقت نفسه، مارس الكتابة متخفيا خلف (مسلم بن عبدالله المسلم) مؤكدا أن هذا الاسم صفته فهو مسلم ووالده عبدالله وهو كذلك مسلم فأصاب في هذه التسمية كما إصابته فيما يكتب، أمتعنا طوال سنوات عديدة بما يكتبه من مقالات يتفق الجميع على أهميتها وعمقها ولذا لم يصطدم بالتيارات الفكرية المختلفة على الرغم من اختلافه مع كثير من المذاهب الفكرية والأدبية المشرقة والمغربة، مارس حبه وولعه بالحرف من هذا المنطلق ليس إلا، فهو لم يمارس الكتابة من أجل هوس في الشهرة أو طمع في المال فمكانته الاجتماعية مرموقة بالكتابة وبدونها، يتميز بفكر نظيف إن جاز لنا أن نستخدم هذا اللفظ للأفكار السليمة والمعوجة بأن هذا نظيف وهذا ضده، كان يمارس الكتابة وما زال في الساحة عمالقة الفكر والأدب في مجتمعنا السعودي أمثال حمد الجاسر ومحمد حسين زيدان وأبو تراب الظاهري وعبدالعزيز الرفاعي - رحمهم الله - وغيرهم من الأسماء الشامخة اللامعة التي يصعب تعويضها، فكان يقف وهؤلاء - من وجهة نظري - في صف واحد بما يطرحونه من أفكار وما يناقشونه من قضايا الأمة في أمس الحاجة إلى طرحها والنقاش حولها، واليوم ونحن نعيش مرحلة ربما تكون استثنائية لكونها مرحلة تعصف بالأمة ألوان من العواصف المختلفة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية نتذكر مثل هذا القلم المتميز ويحق لنا من منطلق حقوق الأمة على مفكريها وقادة الرأي فيها أن نطالب معالي الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله السالم بالعودة إلى ساحة الكتابة فنحن في أمس الحاجة إلى مثل قلمه الذي يعد من الأقلام الموثوقة.
آمل أن تجد دعوتي هذه استجابة من معاليه ونراه هنا قريباً.
almajd858@hotmail.com