إعلان الرياض هو البيان الختامي الذي صدر عن لقاء قمة الرياض العربية التي رأسها خادم الحرمين الشريفين. لقد شدد هذا البيان على إعطاء التعليم الأولوية في خطط التنمية الوطنية العربية.
لكنني لا أدري كيف غاب عنا العقل في فترة مضت فتجرأنا على توظيف بعض معلمينا على مستوى وظيفي يقل عما يستحقونه نظاماً. كان يمكن قبول هذا الأمر لو أن توظيف هؤلاء المعلمين أتى لمجرد حل مشكلة البطالة أو استجابة لضغوط إنسانية اجتماعية.
الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع هي أنه لولا هؤلاء المعلمين المنتقصة حقوقهم الوظيفية لكان آلاف من طلابنا اليوم بلا معلمين. ولست في حاجة لأن أوضح لكم الحقيقة الدامغة التي تقول إن المعلمين هم القوة الضاربة وحجر الزاوية في أي نظام تعليمي، بل إنني لا أتجاوز الحقيقة مطلقاً عندما أقول بأنه لا توجد أمة متحضرة ومتطورة إلا وهي تضع معلميها في أفضل ظروف عمل ممكنة، وفي المقابل لا توجد أمة متخلفة متردية إلا وهي تقلل من مكانة واستحقاق معلميها.
كان يمكن تبرير انتقاص الحقوق الوظيفية لبعض معلمينا لو أن هذا الإجراء أتى في إطار توجه اقتصادي عام وشامل فرضته ظروف طارئة، أو لو أن نظام توظيف المعلمين تم تعديله.
إنني لا أجد تفسيراً لهذا الإجراء القاصر بحق هؤلاء المعلمين سوى الخلل والقصور الواضح في تصور بعضنا لأثر المعلمين العظيم على مستقبل بلادنا، يجب أن يقتنع صانعو قرارنا المالي والإداري بأن التقصير بحق المعلمين هو في النهاية ودون مزايدة تقصير بحق المستقبل التنموي للوطن، إنه من المفارقات العجيبة أن نسمع أصوات عالية متعددة تطالب بمنح بعض الشرائح الوظيفية مزيداً من الامتيازات المالية، في حين نجد بعض معلمينا لا يحصلون أصلاً على ما شرعه وقرره النظام لهم، هؤلاء المعلمون يشعرون بالمرارة عندما يجدون أنفسهم أقل مرتبة وظيفية من زملائهم الذين يتساوون معهم في المؤهل العلمي وفي حجم المسؤوليات التعليمية التي يتحملونها. هنا تدخل أبو متعب وفقه الله ليرفع معاناة هؤلاء المعلمين وليحقق لهم الاستقرار المهني والنفسي. لقد وجه حفظه الله بتشكيل لجنة تدرس أوضاع المعلمين المعينين على مستوى وظيفي أقل من المستوى الذي يستحقونه نظاماً، وذلك تمهيداً لوضع الأمور في نصابها الصحيح.